سيأتي الشيخ العريفي إلى بلادنا في اندونيسيا قريبًا في أكبر مسجد في أندونيسيا، ما حكم حضوري واستماعي محاضرة الشيخ العريفي؟ علمًا أن محاضرته ستكون شوكة للرافضة التي بدأت تنتشر في بلادنا؟
يقال جوابًا على هذا السؤال: أما الرافضة فلا يخفى ضلالهم، وأن عندهم من الشركيات ما لم يفعله كفَّار قريش كأبي جهل وأبي لهب، فالرافضة عندهم شرك حتى في توحيد الربوبية -عافاني الله وإياكم-.
فيعتقدون أن عليَّ بن أبي طالب رضي الله عنه يتصرَّف في الكون.
وأن أئمتهم الاثني عشر يتصرفون في الكون، ويعلمون الغيب إلى غير ذلك مما عندهم من الباطل.
بل مما ذكروا، وهذا موجود عندهم في كتابهم “الكافي” للكليني، وفي كتاب “بحار الأنوار”للمجلسي أنهم لما ذكروا قصَّة لأبي عبد الله جعفر الصادق، -وهم كاذبون في ذلك، وما أكثر ما يكذبون علىه ، وعلى الأئمة الذين يعظمونهم من أئمة السنة، وهم الأئمة الاثني عشر- وفيها: أن الله يعلم الغيب، قالوا: أما أئمتنا فيعلمون ما كان، وما سيكون، وما لو كان كيف سيكون.
فالرافضة عندهم شرك حتى في توحيد الربوبية، -عافاني الله وإياكم- فضلًا عن توحيد الألوهية من التقرب لأئمتهم، وتعظيم سادتهم بالسجود لهم ودعائهم وغير ذلك؛ بل هم أول من أدخل الشرك في بلاد المسلمين، وعظَّموا الأضرحة، وعبدوها من دون الله، فالرافضة على ضلال مبين –عافاني الله وإياكم-
أما مواجهة المد الرافضي فهذا واجب على المسلمين أجمعين، أن يجتهدوا على مواجهة المد الرافضي بكل وسيلة وطريقة شرعية، بأن يستضاف أهل العلم الثقات وأهل السنة المعروفون في إلقاء المحاضرات والدروس، وغير ذلك، وكتابة الكتب وترجمتها ونشرها بين الناس حتى يكونوا على وعيٍ بما عليه الرافضة.
وأنا متأكد أن أكثر مَن اغترَّ بالرافضة لا يعرف الرافضة، أو مَن لا يعرف حال الرافضة، لو عَلِم أن الرافضة يكفِّرون أبا بكر وعمر وعثمان، ويرمون أُمَّنا أمَّ المؤمنين عائشة –رضي الله عنها- بالزنا، أنا متأكد أنَّ كثيرًا منهم سيتخذ موقفًا عدائيًا من الرافضة.
وإن واقع الحال أن الرافضة لا يُظهرون هذا عند العامة الذين يدعونهم، وإنما يظهرون لهم حُبّ أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، ويأخذونهم بالعاطفة، بذكر الحكايات والقصص في محبتهم، حتى يستعطفوا الناس معهم.
فالمفترض أن نجتهد يا أهل السنة على بيان حقيقة دين الرافضة من تكفير أبي بكر وعمر وعثمان، ورمْيِ أُمِّنا أمِّ المؤمنين عائشة بالزنا.
بل ذكر الكليني أنهم يكفرون الصحابة كلهم إلا سبعًا، وفي بعض الروايات: إلا ثلاثًا.
فإذا كان الرافضة بهذا الحال فلابد أن يعرف المسلمون حقيقة دعوتهم وما هم عليه؛ ليجتنبوهم.
أما ما ذكر السائل من أنه سيأتيه محمد العريفي، وأن إتيانه فيه فائدة في مواجهة الزحف الرافضي.
فيقال: إن محمدًا العريفي -هدانا الله وإياكم وإياه وجميع المسلمين ممن يحب الله ويرضى- عنده من البدع ما يستوجب أن يُتخذ منه موقفٌ عدائيٌ، فهو مميّعٌ لعقيدة التوحيد.
أتعرفون المسمى “بالحبيب الجفري”؟! رجل صوفي، عنده شرك حتى في الربوبية، كتب محمد العريفي تغريدات، يعاتب الجفري على أنه يريد أن يذهب إلى القدس، ويصلي في القدس، والقدس تحت حكم اليهود، ثم يدعوه باسم المحبة والأخوة إلى غير ذلك.
يا سبحان الله! يستنكر على الصوفي الجلد داعية الشرك والضلال أن يذهب وأن يصلي في القدس، ويُظهِر محبته وأخوته، وفي المقابل هو ساكت ومتكاتم ومتغافل عما يدعو إليه الجفري من الشرك في الربوبية والألوهية باجتهاد عظيم في القنوات وغير ذلك!
إذن مثل محمد العريفي لا يستعان به في مواجهة الزحف الرافضي، لأنه ليس ذا غيرة على التوحيد، ولا له عناية به، ولا يوالي ويعادي عليه،
قد تقدم ما ذكرته لك من موقفه من الجفري؛ بل إنه منضم للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الرئيس لهذا الاتحاد يوسف القرضاوي، الذي يقول: إنه لا خلاف كبير بيننا وبين الرافضة، ويليه في هذا المجلس أربعة هم أعلى ما في هذا الاتحاد بعد الرئيس، ومن هؤلاء الأربعة رجل رافضي، وتحته محمد العريفي، وغيره، فكيف يرجى من محمد العريفي أن يكون له موقفٌ في عداء الرافضة وتضليلهم؟!!!
لذا أنصحكم ألا تجتهدوا لإغلاق باب من أبواب الشر، وفي المقابل تفتحوا أبوابًا، ثم ما إنْ تنتهوا من هذا الباب إلا وقد تغلغل عليكم الباطل من أبواب أخرى، لاسيما إذا كان الباطل مما يشتبه على المسلمين، فمثل هذا إذا سُكت عنه لدفع باطل أكبر، سينتج عنه أن يشيع هذا الباطل وينتشر، ويعتقده المسلمون، ونحن مأمورون بأن نغلق أبواب الباطل كلها، وأن نقوم تجاه كل من يخالف شريعة محمد صلى الله عليه وسلم.
ومما وقع فيه بعض العلماء قديمًا أنهم أثنوا على الأشاعرة، ورفعوا من شأنهم؛ لأنهم يواجهون باطلًا أشد وهم المعتزلة ، وكانت نتيجة ذلك انتشار التمشعر في بلاد العالم الإسلامي، وصار يُعتقد دينًا ينشأ عليه الصغير، ويهرم عليه الكبير، والاعتقاد الأشعري اعتقاد بدعي، وفيه من البدع الكُبَّار، ما الله به عليم، لذا أوصيكم إخواني أن تكونوا حذِرين، وأن تدخلوا في الدين كله، وأن تتمسكوا بالشريعة كلها، كما قال سبحانه: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً﴾ [البقرة: 208]
وأن تواجهوا المد الرافضي والمد الحركي والمد الإخواني والمد التبليغي، والمد الأشعري، وغير ذلك مما يريد دعاة الباطل أن ينشروه بين المسلمين.
فأرجوكم ألا تغتروا بعَدَاء الرافضة، وبمواجهتهم، ومقابلة دعوتهم الباطلة بأن تفتحوا الباب لغيرهم من الباطل، فقد وسع الله عليكم بأن أوجد دعاة كثيرين من علماء أهل السنة، ودعاة أهل السنة، ولستم في حاجة إلى محمد العريفي ولا إلى غيره.
أسأل الله الذي لا إله إلا هو أن يفقِّهنا في الدين، وأن يعلِّمنا ما ينفعنا، وأن ينفعنا بما علَّمنا، وجزاكم الله خيرًا.