يقول السائل: شخص حصل له حادث وأفطر شهر رمضان قبل تسع سنين، والآن مصاب بالسكر ولا يستطيع الصوم وفقير لا يستطيع دفع كفارة، فماذا عليه؟
الجواب:
المرض نوعان:
– النوع الأول: مرض لا يُرجى برؤه ولا يُرجى معه إمكان الصيام، فمثل هذا سيأتي الكلام عليه -إن شاء الله تعالى- فيما سأل عنه السائل.
– النوع الثاني: مرض يُرجى برؤه أن يُرجى معه الصيام في المستقبل، فمثل هذا يجب على من أفطر أن يقضي متى ما أمكنه أن يصوم.
إذا تبيَّن هذا فهذا الرجل الذي أفطر قبل تسع سنوات له حالان:
– الحال الأولى: أن يكون بإمكانه أن يصوم في السنين الماضية، لكنه قصَّر وفرَّط، أو كان غنيًا يستطيع أن يُطعم عن كل يوم مسكينًا، لكن قصَّر وفرَّط، فمثل هذا يبقى الإطعام واجبًا في ذمته متى ما تمكن وجب عليه أن يُطعم.
– الحال الثانية: أن يكون منذ أن أفطر وهو مريض لا يستطيع القضاء وهو فقير لا يستطيع الإطعام، فمثل هذا -والله أعلم- يسقط عنه الإطعام فيكون واجبًا ساقطًا عنه لعجزة، لقوله تعالى: ﴿ لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا ﴾ [البقرة: 286] ولقوله: ﴿ فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ ﴾ [التغابن: 16] وللقاعدة الشرعية: أنه لا واجب مع العجز. وهذا أحد القولين عند الشافعية والحنابلة، وهو الصواب -والله أعلم-.