يقول السائل: شخص يُكثِر من الصلاة على النبي –صلى الله عليه وسلم– ويلتزم ذلك في أغلب أوقاته، ومن ذلك أوقات لها أدعية مخصوصة مثلًا، عند ركوب السيارة يصلي على النبي –صلى الله عليه وسلم–، عند جلوسه لقراءة القرآن يصلي على النبي –صلى الله عليه وسلم–، عندما يغضب، أحدهم يقول له: صلِّ على النبي –صلى الله عليه وسلم–، وغير ذلك مما جاء في السنة، فهل التزامه الصلاة على النبي –صلى الله عليه وسلم– بدعة؟
يقال: إن من أجل العبادات الصلاة على رسول الله –صلى الله عليه وسلم–، ويكفي في فضله ما ثبت في صحيح مسلم حديث أبي هريرة وعبد الله بن عمرو بن العاص، أن النبي –صلى الله عليه وسلم–قال: «من صلى عليَّ واحدة، صلى الله بها عشرة»، وقال الله –عز وجل–: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ [الأحزاب: 56].
وهي عبادة عظيمة، ومن المتقرر شرعًا أنه لا يصح أن يُجعل للعبادة سبب لم يأتِ به الشرع، فإن من فعل ذلك وقع في البدعة، ومن ذلك: الصلاة على النبي –صلى الله عليه وسلم–؛ فمن جعل ركوب السيارة أو غيرها سببًا للصلاة على النبي –صلى الله عليه وسلم–، فقد وقع في البدعة.
ومثل ذلك ما هو شائع عند بعض العامة، أنه إذا طُيِّب بالطِّيب، وشمَّ رائحة الطِّيب، صلى على النبي–صلى الله عليه وسلم–، ومثل هذا أيضًا من البدعة، فقد جعل مثل هذه الحال سببًا للصلاة على النبي–صلى الله عليه وسلم–، ومن فعل ذلك وقع في البدعة – عافاني الله وإياكم-