صفة النبي
صلى الله عليه وسلم كما وصفته
أُمَّ مَعْبَدٍ الخزاعية
كتبه
أبو فريحان
جمال بن فريحان الحارثي
صباح السبت 5/5/1429هـ.
|
صفة النبي صلى الله عليه وسلم كما وصفته أُمَّ مَعْبَدٍ الخزاعية، فقالت:
“رأيت رَجُلا ظَاهَرَ الْوَضَاءَةِ، أَبْلَجَ الْوَجْهِ، حَسَنَ الْخَلْقِ، لم تَعِبْهُ ثُجْلَةٌ، ولم تُزْرِ بِهِ صَعْلَةٌ، وَسِيمٌ؛ في عَيْنَيْهِ دَعَجٌ، وفي أَشْفَارِهِ وَطَفٌ، وفي صَوْتِهِ صَهَلٌ، وفيعُنُقِهِ سَطَعٌ، وفي لِحْيَتِهِ كَثَاثَةٌ، أَزَجُّ أَقْرَنُ، إن صَمَتَ فَعَلَيْهِ الْوَقَارُ، وَإِنْ تَكَلَّمَ سَمَاهُ وَعَلاهُ الْبَهَاءُ، أَجْمَلُ الناس وَأَبَهَاهُ من بَعِيدٍ، وأَحْلاهُ وَأَحْسَنُهُ من قَرِيبٍ، حُلْوُ الْمِنْطَقِ، فَصْلٌ؛ لا هَذِرٌ وَلا نَزِرٌ، كَأَنَّ مَنْطِقَهُ خَرَزَاتٌ نَظْمٌ يَتَحَدَّرْنَ، رَبْعٌ لا يَأْسَ من طُولٍ وَلا تَقْتَحِمُهُ عَيْنٌ من قِصَرٍ، غُصْنٌ بين غُصْنَيْنِ فَهُوَ أَنْضَرُ الثَّلاثَةِ مَنْظَرًا، وَأَحْسَنُهُمْ قَدْرًا، له رُفَقَاءُ يَحُفُّونَ بِهِ، إن قال انصتوا لِقَوْلِهِ، وَإِنْ أَمَرَ تَبَادَرُوا إلى أَمْرِهِ، مَحْفُودٌ مَحْشُودٌ، لا عَابِسٌ وَلا مُفَنَّدٌ”.
“الطبقات الكبرى” (1/231) لابن سعد، و”المعجم الكبير” (3605)، “والأحاديث الطوال”(1/254) كلاهما للطبراني، والحاكم في “المستدرك” (3/10).
معاني المفردات:
ظَاهَرَ الْوَضَاءَةِ: أي؛ الـحُسْنُ والبَهْجَةُ.
أَبْلَجَ الْوَجْهِ: أي؛ مُشْرِق الوجْه مُسْفِرهُ.
لم تَعِبْهُ ثُجْلَةٌ: ثُـجْلة: أَي ضِخَمُ بَطْن.
ولم تُزْرِ بِهِ صَعْلَةٌ: الصَّعْلة صِغَرُ الرأْس، ويقال: هي أَيضاً الدِّقة والنُّـحول والـخِفَّة فـي البدن. والمعنى: لم يزدريه ولم يعبه صغر الرأس.
في عَيْنَيْهِ دَعَجٌ: الدَّعَجُ: شدَّة سواد سواد العين، وشدة بـياض بـياضها.
وفي أَشْفَارِهِ وَطَفٌ: أي؛ كثرة شعر الـحاجبـين والعينـين والأَشفار مع اسْترخاء وطول. والمعني: أَنه كان فـي هُدْب أَشفار عينـيه طول.
وفي صَوْتِهِ صَهَلٌ: أي؛ حِدّة وصَلابة , من صَهيل الخَيل وهو صوتُها.
وفي عُنُقِهِ سَطَعٌ: أي ارتفاعٌ وطول.
وفي لِحْيَتِهِ كَثَاثَةٌ: أي؛ كَثُرت أُصولها، و كَثُفَتْ، وقَصُرَتْ، وجَعُدَتْ، فلـم تَنْبَسِطْ، أَرادت كَثرةَ أُصولها وشعرها، وأَنَّها لـيست بدقـيقة، ولا طويلة، وفـيها كَثافة .
أَزَجُّ أَقْرَنُ: رجل أزج: أي؛ الدقيق الطويل. أقرن: المَقْرُونُ الحاجبين،وصلت ببعض.
لا هَذِرٌ وَلا نَزِرٌ: الهذر: كثرة الكلام. والنزر: قلة الكلام. والمعنى: أَي؛ لا قلـيل ولا كثـير الكلام.
رَبْعٌ لا يَأْسَ من طُولٍ وَلا تَقْتَحِمُهُ عَيْنٌ من قِصَرٍ: رَبْعٌ: أي؛ مربوع الخلق لا طويل ولا قصير. وَلا تَقْتَحِمُهُ عَيْنٌ: أي؛ لا تزدريه عين من قصر. والمعنى: لا هو بالطويل ولا بالقصير.
مَحْفُودٌ مَحْشُودٌ: الـحَفْدُ فـي الـخدمة والعمل؛ الـخفة. والإحتفاد: السرعة فـي كل شيء. وأصل الـحَفْد: الـخدمة والعمل. مَحْشُودٌ: حَشَدوا له وحَفَلوا له؛ إذا اختلطوا له وبالغوا فـي إلطافه وإِكرامه. والمعنى: أَن أَصحابه يُسارعون لخدمته ويجتمعون علـيه .
لا عَابِسٌ وَلا مُفَنَّدٌ: العابِسُ: الكريهُ الـمَلْقـى الـجَهْمُ الـمُـحَيَّا . وَلا مُفَنَّدٌ: قال الأَصمعي: إِذا كثر كلام الرجل من خَرَف، فهو الـمُفْنِدُ و الـمُفْنَدُ . والمعنى هنا: لا هو الكريهُ الـمَلْقـى ولا بالذي لا فائدة في كلامه من كبرٍ أصابه.
هذا والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين،،،،،