كتب فيحان الجرمان
الحمد لله رب العالمين وبعد
اطلعت على مقال فوجدت صاحبه ينفي وجود شخصية عبدالله بن سبأ اليهودي وأنه شخصية وهمية لاحقيقة لها ولاشك أن صاحب المقال أعتمد على أقوال معاصرة وكل إنسان يستطيع أن ينفي أو يثبت مايشاء، ولكن العبرة بالحجة والدليل وأن الحوادث التي تحدث تؤخذ بأقوال معاصريها فالأقرب ثم الأقرب ولايمكن في الوجود أن يحدث حادث في الكويت ويستشهد بحجازي ساكن في بلده في نفيها أو إثباتها والمتتبع في كتب أهل السنة والشيعة يجد الأحاديث الكثيرة التي تثني على الصحابة أجمعين وأنه لاخلاف بينهم لاسيما بين ابي بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم أجمعين وتربطهم أخوة الدين على ما بينهم من ترابط نسب ومصاهرة، إلا أن كتبالشيعة لاتخلو من الطعن في الصحابة وذلك بسبب ما أدخله أعداء الدين كعبدالله بن سبأ، فعن ابن سنان قال: قال أبو عبدالله «ع» إنا أهل بيت صادقون لايخلو من كذاب يكذب علينا ويسقط صدقنا بكذبه علينا عند الناس كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أصدق البرية لهجة وكان مسيلمة يكذب عليه وكان أمير المؤمنين «ع» أصدق من برأ الله بعد رسول الله وكان الذي يكذب عليه ويعمل في تكذيب صدقه بما يفتري عليه من الكذب عبد الله بن سبأ لعنه الله. راجع كتاب بحار الأنوار للمجلسي ورجال الكشي. وقال عبدالله بن سنان إن عبد الله بن سبأ كان يدعي النبوة ويزعم أن أمير المؤمنين هو الله، فبلغ ذلك أمير المؤمنين فدعاه وسأله فأقر بذلك وقال أنت هو فقال له ويلك قد سخر منك الشيطان فارجع عن هذا ثكلتك أمك وتب فلما أبى حبسه…….. كتاب مناقب آل البيت لمؤلفه ابن شهر آشوب. جاءت بعض الروايات أنه قتله وبعض الروايات الأخرى أنه عزله إلى المدائن. وذهب الأردبيلي في كتابه جامع الرواة المجلد 1 /485 أن ابن سبأ غال ملعون يزعم ألوهية علي ونبوته «وذهب نعمة الجزائري في كتابه الأنوار النعمانية أنه كان يهوديا فأسلم………» وفي نهج البلاغة «أن أول من جهر بالغلو في أيامه عبدالله بن سبأ» وفي كتاب علل الشرائع للشيخ الصدوق قال، حدثنا محمد بن الحسن ثم ساق السند إلى أبي عبدالله «ع» ثم ذكر أن عبدالله بن سبأ اليهودي سأل عليا «ع»…… وقد ذكر الشيخ الطوسي في كتابه التهذيب 2/322 سندا وفيه أ، عبد الله بن سبأ سأل عليا…………. قال الكشي في كتابه المسمى رجال الكشي ص107 وهو من علماء الشيعة قال: ذكر بعض أهل العلم أن عبدالله بن سبأ كان يهودياً فأسلم ووالىعليا «ع» وكان يقول وهو على يهوديته في يوشع بن نون وصى موسى بالغلو فقال في إسلامه بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في علي «ع» مثل ذلك وكان أول من شهر بالغلو بفرض إمامة علي وأظهر البراءة من أعدائه وكاشف مخالفيه وكفرهم،قال علي بن الحسن «ع» لعن الله من كذب علينا إني ذكرت عبدالله بن سبأ فقامت كل شعرة في جسدي لقد أدعى أمرا عظيما ماله لعنة الله كان علي «ع» والله عبدا لله صالحا أخو رسول الله ما نال الكرامة من الله إلا بطاعته لله ولرسوله وما نال رسول الله الكرامة من الله إلا بطاعته. كتاب رجال الكشي ص106 وقال العلامة الحلي الشيعي في كتابه الرجال ص238، عبدالله بن سبأ غال ملعون حرقه أمير المؤمنين….. وقد ذكره الحر العاملي في كتابه وسائل الشيعة في تحصيل مسائل الشريعة 6/253 أن «عبدالله بن سبأ سأل أمير المؤمنين بقوله يا أمير المؤمنين أليس الله في كل مكان …… الخ» قلت والحق أن الله ليس في كل مكان بل له العلو المطلق كما قال تعالى «يخافون ربهم من فوقهم» وقد ذكر النوبختي وهو من علماء الشيعة في كتابه فرق الشيعة وهو من القرن الرابع الهجري قال «اول من طعن في ابي بكر وعمر وسائر الصحابة هو عبدالله بن سبأ اليهودي….. الخ» وهذه الرواية وغيرها تدل دلالة على أن عقيدة السب في الصحابة مأخوذة من هذا اليهودي وان شخصية عبدالله بن سبأ شخصية حقيقية ومن يقول غير ذلك ولا يقبل هذه الروايات فعليه أن يبين ضعف سند هذه الروايات ولا يصح أن يرد هذه الروايات مجرد ذكر اسم عبدالله بن سبأ فيها وإنما عليه أن يرد الروايات على وفق علم قواعد مصطلح الحديث ويذكر السبب بأن في السند فلان وهو ضعيف أو كذاب وعليه أن لا يقبل جميع الروايات التي فيها فلان الذي بسببه ردت تلك الروايات التي فيها ذكر عبدالله بن سبأ اليهودي .
|