يقول السائل: قال صلى الله عليه وسلم: «إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى»، ما الفرق بين العبارة الأولى والثانية؟
يُقال جوابًا عن هذا السؤال: على أصح أقوال أهل العلم -والله أعلم- أن قوله: «إنما الأعمال بالنيات» إخبار بأن كل عمل يقع فهو بنية، إلا العمل اللا إرادي، فلا يأكل أحد، ولا يشرب أحد، ولا يمشي إلا بنية، هذا من باب الإخبار.
وأن قوله: «إنما لكل امرئ ما نوى» هذا لبيان الحكم الشرعي، بأنه إن نوى خيرًا فخير، وإن نوى شرًا فشر، إلى هذا ذهب جماهير المتقدمين، كما ذكر هذا ابن رجب في شرحه على الأربعين، وأقر هذا ابن القيم في كتابه “إعلام الموقعين”، وابن تيمية كما في “مجموع الفتاوى”.
فإذًا يكون معنى: «إنما الأعمال بالنيات»: أي: إنما الأعمال واقعة وكائنة بالنيات، فالجار والمجرور متعلقة بخبر، وتقديره واقع أو كائن، وهذا من باب الإخبار لجميع ما يقع، إلا الأمور اللاإرادية، ثم بعد ذلك قوله: «إنما لكل امرئ ما نوى» هو فيما يتعلق بالحكم الشرعي، لذا ينبغي للفقيه إذا أراد أن يستدل بما يتعلق بالنيات أن يستدل بقوله: «وإنما لكل امرئ ما نوى».
أسأل الله الذي لا إله إلا هو أن يعلِّمَنا ما يَنْفَعَنَا، وأن يَنْفَعَنَا بما عَلَّمَنَا، وجزاكم الله خيرًا.