ما الجواب على قول تبليغي: أريد أن أسأل سؤالًا، والإجابة تكون مجردة لله. رجل ذهب إلى قرية صغيرة في تشاد، عدد أفرادها البالغين (167)، وكانوا قد تحولوا إلى النصرانية، فاجتهد هذا الرجل ومن معه حتى عادت هذه القرية إلى حظيرة الإسلام مرة أخرى، وتركهم على هذا التوحيد الخالص، ومضى، هل نحنُ نقول لهم: أن رجوعكم للإسلام غير مقبول؛ لأنكم عدتم عن طريق جماعة التبليغ؟ أم أننا نحمد هذا الفعل ؟ جماعة التبليغ أرجعتهم إلى الإسلام فاذهب أنت وأرجع غيرهم إلى حظيرة الإسلام. أخي الكريم أنت أخرجتنا عن الموضوع برمته، فأنت تنقل أقوال العلماء في محبة أهل الكفر، فهل نحن أهل الكفر؟ وإذا كنت لا تقصدنا فتقصد من؟ وهل مثلي ومثلك هو الذي يكفر المسلمين؟ أم هذا الأمر بإجماع علماء الأمة، أخبرني بالله عليك ماذا تقصد وماذا تريد؟
يقال إن جماعة التبليغ جماعة مبتدعة، وجماعة ضالةلأوجه كثيرة
ذكرتها في كتاب بعنوان “الإمام ابن تيمية وجماعة التبليغ ” وفي درس صوتي مسجل بعنوان “العلماء وجماعة التبليغ “وذكرت كلام علمائنا كابن باز، والألباني، وحماد الأنصاري، وغيرهم، والعلامة الشيخ صالح الفوزان، وذكرت غيرهم من علمائنا الذين أفتوا، وبيّنوا ضلال هذه الجماعة.
وأن بعض علمائنا كان يثني عليهم، ثم رجع لما تبين لهم حال هذه الجماعة.
فهي جماعة ضالة مبتدعة لأوجه:-
الوجه الأول: أنهم ليسوا دعاة توحيد، والأنبياء والمرسلون أرسلوا لأجل التوحيد.
الوجه الثاني: أنهم لا ينكرون المنكَر في الدعوة إلى الله، بحجة أن هذا سبيل لهداية الناس.
فيقال: يا سبحان الله أأنتم أعلم أم الله؟ أن الذي شرع إنكار المنكَر ربُّنا سبحانه وتعالى، وطبَّقه عمليًا نبيُّنا محمد صلى الله عليه وسلم، فهل أنتم أحسن دعوة من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
الوجه الثالث: أنهم لا يعادون ويوالون على السنة؛ بل على الحزب، لذلك كما تقدم لا ينكرون أيَّ منكر؛ لأن حزبهم أصّل مثل هذا، وهم يوالون، ويعادون على حزبهم.
الوجه الرابع: أنهم أهل جهل؛ بل إنهم يحاربون العلم، والعلماء تصريحًا، وتعريضًا، وقد جلست بنفسي مع بعض كبار التبليغيين السعوديين، ورأيته طعانًا في علمائنا، وإذا جالستَ التبليغيين تراهم يذكرون أمثلة كثيرة في الطعن في العلم، والعلماء، فلذلك هم مبتدعة، وضلّال، ويجب أن يحذر منهم.
أما وقد اهتدى على يد بعضهم أقوامٌ من الكفار، فصاروا مسلمين، فإنّ هداية مثل هؤلاء تُفْرِحنا، ونتمنى من الله يزيدهم هدىً، و تقىً؛ لكن ليس دليلًا على صلاح جماعة التبليغ، ثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( وإن الله ليؤيّد هذا الدين بالرجل الفاجر)).
فنصر الله به الدين، ومع ذلك، فهو لا يزال رجلا فاجرا، فإذًا اهتداء الناس على رجل؛ لا يدل على صلاحه.