يقول السائل: قول القائل: إنَّ صفات الله تعالى تنقسم إلى قسمين، ثبوتية وسلبية، هل هذا صحيح؟
الجواب:
معرفة معنى هذا يُبيِّن حكمه، فمعنى الصفات الثبوتية: هي التي جاء إثباتها وذِكرُها على وجه الإثبات.
ومعنى الصفات السلبية: هي التي جاء ذكرها على وجه النفي.
فمن الأسماء والصفات ما جاء ذكرها على وجه النفي، كقوله تعالى: ﴿اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ﴾ [البقرة:255] فيُنفَى عن الله -عز وجل-، أما (الحي) و(القيوم) جاء على وجه الإثبات، فيُثبَت.
فتسمية ما جاءت الشرعية بإثباته بالصفات الثبوتية، كالحي، والقيوم، والرحمن، والرحيم …إلخ، تسمية مثل هذا بالثبوت، وتسمية ما جاءت الشريعة بنفيه بالصفات السلبية، كالسِّنَة والنوم، وكنفي اللغوب إلى غير ذلك، فهذه التسمية جائزة، ولا مشاحة في هذه الاصطلاحات والألفاظ؛ لأنه لا يترتب عليها شيء، وهي ألفاظ صحيحة في نفسها.
وقد يقول قائل: إن ما يطلق على الله من باب التوقيف، ولم يأت دليل توقيفي بتسمية هذا ثبوتيًا، وذلك سلبيًا؟
فيقال: ينبغي أن يعلم أنه ليس كل ما يطلق على الله توقيفي، وإنما التوقيفي مِن ذلك ما كان من باب الأسماء والصفات، فإنها توقيفية بالإجماع، حكى الإجماع السجزي في رسالته لأهل زبيد، وابن عطار في كتابه (الاعتقاد الخالص)، أما ما يطلق على الله من باب الإخبار فليس توقيفيًّا، فكل ما ليس ذمًّا وقدحًا مِن كل وجه يصح أن يطلق على الله من باب الإخبار، كما قال تعالى: ﴿قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلْ اللَّهُ﴾ [الأنعام:19].
وإطلاق لفظ (شيء) على الله من باب الإخبار، وقد ذكر هذه القاعدة شيخ الإسلام ابن تيمية كما في (مجموع الفتاوى) وابن القيم في كتابه (بدائع الفوائد)، ومن ذلك قول أهل العلم: الله موجود، فإن لفظ موجود لم يثبت، ولكنه من باب الإخبار.
أسأل الله الذي لا إله إلا هو أن يعلِّمَنا ما يَنْفَعَنَا، وأن يَنْفَعَنَا بما عَلَّمَنَا، وجزاكم الله خيرًا.