لا تُحَمِّلوا السحر والعين والحسد جميع المشكلات
الرياض – خاص بـ(الجزيرة)
أكد الشيخ عبد الله بن محمد الغميجان المستشار في الرقية الشرعية والعلاقات الأسرية ومأذون الأنكحة بالرياض أن ما انتشر من أن المشاكل التي تعصف بكثير من العلاقات الأسرية كلها بسبب السحر والحسد والعين، فلا أحد ينكر دور السحرة والمشعوذين في وقوع المشاكل الزوجية بين الزوج وزوجته، وكذلك العين والحسد ولكن تحميل السحر والعين والحسد كل المشاكل الزوجية هروب من المسؤولية، وتجاهل للحقيقة.
وأضاف الشيخ الغميجان في حديث ل(الجزيرة) قائلاً: هناك ميل متنامٍ لدى الناس لعزو ما يحدث في حياتهم من مشاكل وما يشوب تعاملاتهم من ضعف إلى الغير فيتهمون الآخرين بأنهم هم سبب هذه المشاكل.. أما صاحب المشكلة نفسه فهو عند نفسه مظلوم دائماً ومُخطَأ عليه وليس له يد في أي مشكلة، ولا شك أن هذا مجانب للصواب مجاف للحقيقة وهروب غير مقبول.
فقد أثبتت الوقائع أن هناك أسباباً كثيرة تقف وراء تفاقم المشاكل بين الزوجين منها، شدة الحساسية والأنانية وغلبة الهوى، وعدم الإنصاف، فكل واحد من الزوجين يريد أن يأخذ من الآخر كل شيء، ولا يعطيه أي شيء، فترى أحدهم يسأل عن حقه الذي له ولا يهمه الواجب الذي عليه، والحياة أخذ وعطاء، وكذلك النظرة المستغرقة في اللذة والشهوة والمتعة بعيداً عن الشعور بالمسؤولية، واعتبار كل ما يقدم في الفضائيات من معالجات واستشارات أسرية مصدراً للتلقي والتثقيف، مع أنه ثبت أن الكثير من المشاكل سببها بعض ما يعرض من برامج تحدث وقيعة بين الزوجين.
فبعض الفضائيات عندما تتطرق للمشاكل الأسرية يكون منهجها في المعالجة غير المنهج الرباني، فبعضها أبعد ما يكون عن الإنصاف والعدل، ونحن نعلم أن هذه البرامج لتقديم المشورة ورأب الصدع لا للحكم والفصل في القضية فإن المشكلة التي تصل إلى القناة أو الوسيلة الإعلامية تأتي من طرف واحد وقد يكون لدى الطرف الآخر خلافه.
وطالب المستشار الشرعي الزوجين باستصحاب النية الصادقة والصالحة في العشرة الزوجية، لأنها تولد في النفوس شعور المودة والرحمة وتبعث على العفو ودمج الزلات، وعدم إلقاء اللوم على الآخرين عند حدوث مشكلات بينهما وضرورة التعرف على هذه المشكلات وأسبابها بصدق وتجرد وحلها بصبر وأناة، والحفاظ على البيت والأولاد، وعدم الاندفاع مع مرادات النفس لحظة الانفعال والغضب حتى لا يتصرف تصرفاً يندم عليه إذا سكن غضبه وذهب انفعاله.
وطالب الشيخ الغميجان الأزواج بإحسان العشرة وأن تكون الابتسامة المشرقة هي الأساس عند اللقاء، فهي مفتاح القلوب، والتجرد في أداء الحقوق، مؤكداً على حقوق الزوجات التي كفلها لهن الإسلام، وأن تكون النية الصالحة حاضرة في كل تعامل جميل فتبسمك في وجه أخيك صدقة، واللقمة تضعها في فيّ امرأتك لك صدقة.
عبد الله بن محمد الغميجان
المستشار في الرقية الشرعية والعلاقات الأسرية
ومأذون الأنكحة بالرياض