لِقُرب رمضان الإنسان يشعر في نفسه بشيء كالصعوبة، لأن في بلادنا يوم الصوم طويل جِدًّا، هل يدل هذا على ضعف إيمانه؟
يقال: لا يدلُّ على ضعف إيمانه، فرقٌ بين أنه يكره الصوم؛ لأنه عبادة، وأن يكره الصوم لأثره عليه لطول النهار، لقد قال الله في الجهاد وهو يتكلم عن صحابة رسول الله ﷺ: ﴿ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة:216].
فقد تكره العبادة لصعوبتها، لا لأنها عبادة.
ومَن كَرِه العبادة لصعوبتها وجَاهَد نفسَه على فعلها فإنه يأخذ أجرين: أجر التعب، وأجر مجاهدة النفس، كما ثبت في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة أن النبي ﷺ قال: «ألا أدلكم على ما يرفع به الدرجات ويحط به الخطايا؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: إسباغ الوضوء على المكاره»، فهو يكره الوضوء، لا لأنه عبادة، وإنما لضرره عليه؛ لأنه في شدة البرد يستعمل الماء البارد، فيكون له أذًى عليه، ومع ذلك يستمر، ويفعل هذه العبادة.
فأرجو أن من كان كذلك أن يكون له أجران برحمة الله وفضله.