ماذا تعرف عن معاوية ؟
– معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه وأرضاه
أمير المؤمنين ملك الإسلام أبو عبدالرحمن القرشي الأموي المكي .
– أول ملوك الإسلام وخيارهم .
– خال المؤمنين وكاتب وحي رب العالمين .
– أسلم هو وأبوه صخر بن حرب وأمه هند بنت عتبة يوم فتح مكة والعلماء متفقون على حسن إسلامه .
– لما مات أخوه يزيد رضي الله عنه ولاه عمر الفاروق على الشام وكان عمر من أعظم الناس فراسة وأخبرهم بالرجال وأقومهم بالحق وأعلمهم به حتى قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : كنا نتحدث أن السكينة تنطق على لسان عمر.
* وفي عام واحد وأربعين تنازل الحسن بن علي رضي الله عنهما بالخلافة لمعاوية وسمي العام عام الجماعة لاجتماع الناس على إمام واحد . وصدق في الحسن قول جده رسول الله صلى الله عليه وسلم إن ابني هذا سيد ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين .
– قال ابن تيمية: واتفق العلماء على أن معاوية أفضل ملوك هذه الأمة فإن الأربعة قبله كانوا خلفاء نبوة وهو أول الملوك وكان ملكه ملكا ورحمة .
* قال معاوية : والله ما حملني على الخلافة إلا قول الرسول صلى الله عليه وسلم لي : ” يا معاوية إن ملكت فأحسن ” رواه البيهقي وله شواهد .
– روى الطبراني عن ابن عباس رضي الله عنهما : مازلت موقنا أن معاوية يلي الملك من هذه الآية ( ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف في القتل إنه كان منصورا ) . وقد كان معاوية مطالبا بدم الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه الذي قتل مظلوما شهيدا ، وكان ابن عم عثمان .
*قال ابن عساكر : أصح ما روي في فضل معاوية حديث أبي جمرة عن ابن عباس أنه كان كاتب النبي منذ أسلم . وحديث العرباض رضي الله عنه مرفوعا : اللهم علم معاوية الكتاب والحساب وقه العذاب ” . وحديث ابن ابي عميرة ( اللهم اجعله هاديا مهديا )
– قال ابن كثير : وقد قال البخاري في كتاب المناقب : ذكر معاوية بن أبي سفيان حدثنا الحسن ….عن ابن أبي مليكة قال : أوتر معاوية بركعة بعد العشاء وعنده مولى لابن عباس( ذكوان ) فأتى ابن عباس فقال له أوتر معاوية بركعة بعد العشاء فقال : دعه فإنه صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي رواية قال : أصاب إنه فقيه .
– قال أبو بكر بن عياش عن أبي إسحاق قال: كان معاوية وما رأينا بعده مثله .
– وقال ابن عمر رضي الله عنهما : ما رأيت أحدا أسود من معاوية ، قيل له ولا عمر ? قال : كان عمر خيرا منه وكان معاوية أسود منه .
* قال المدائني : كان عمر إذا نظر إلى معاوية قال : هذا كسرى العرب .
– وعن ابن أبي ذئب عن المقبري قال عمر : تعجبون من دهاء هرقل وكسرى وتدعون معاوية ! .
– وعن همام بن منبه عن ابن عباس قال : ما رأيت رجلا أخلق للملك من معاوية ، كان الناس يردون منه على أرجاء واد رحب .
– وقال كعب بن مالك رضي الله عنه : لن يملك أحد هذه الأمة ما ملك معاوية .
– وعن قبيصة بن جابر : قال صحبت معاوية فما رأيت رجلا أثقل حلما ولا أبطأ جهلا ولا أبعد أناة منه .
– وعن ابن عباس قال : قد علمت بما كان معاوية يغلب الناس ،كان إذا طاروا وقع وإذا وقعوا طار .
– وكتب معاوية إلى عامله زياد بن أبيه وقد التجأ إليه رجل بسبب شدة زياد : لا ينبغي أن نسوس الناس بسياسة واحدة أن نلين جميعا فيمرح الناس في المعصية ، ولا نشتد جميعا فنحمل الناس على المهالك ولكن تكون للشدة والفظاظة وأكون للين والألفة .
* وقد شرق المثل وغرب ” شعرة معاوية ” وتدرس الآن في سياسة الحكم .
– قضى معاوية عن عائشة رضي الله عنها ثمانية عشر الف دينار .
– ودخل الحسن مرة على معاوية فقال له : لأجيزنك بجائزة لم يجزها أحد قبلي فأعطاه اربعمئة الف .
– وأعطى ابن عباس ألف ألف من بين عروض وعين وقال : اقسمه في أهلك .
– وكان معاوية محببا إلى رعيته ولم يهجه أحد في دولته وكان يرضي الناس بسخائه وحلمه ، وساد وساس العالم بكمال عقله وفرط حلمه وسعة نفسه وقوة دهائه ورأيه ، دانت له الأمم وحكم على العرب والعجم وكان ملكه على الحرمين ومصر والشام والعراق وخراسان وفارس والجزيرة واليمن والمغرب وغيرها .
* معاوية أول من خطب جالسا للعذر . واول من اتخذ الديوان للختم وأول من اتخذ المقاصير للجوامع – بسبب حادثة اغتيال عمر وعلي في المسجد – وأول من قام على رأسه حرس وأول من قيدت بين يديه النجائب وأول من اتخذ الخدام الخصيان في الإسلام .
– قال الليث وغيره : مات معاوية في رجب سنة ستين وعاش سبعا وسبعين سنة .
– سئل ابن المبارك عن معاوية فقال : ماذا أقول في رجل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع الله لمن حمده فقال معاوية خلفه : ربنا ولك الحمد . وسئل أيضا : أيهما أفضل معاوية أو عمر بن عبدالعزيز ? فقال : لتراب في منخري معاوية مع رسول الله خير وأفضل من عمر بن عبدالعزيز .
– وسئل المعافى بن عمران : أيهما أفضل معاوية أو عمر بن عبدالعزيز ? فغضب وقال للسائل ” أتجعل رجلا من الصحابة مثل رجل من التابعين ، معاوية صاحبه وصهره وكاتبه وأمينه على وحي الله ” .
* مع الإشارة إلى أن بعض الناس غلا في معاوية حتى وضعوا في فضله أحاديث مكذوبة . وآخرون هدموا فضائله حتى سبوه عياذا بالله والخوارج والرافضة كفروه رضي الله عنه . ومنهج اهل السنة هو محبة أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والترضي عنهم وسلامة قلوبهم والسنتهم فيهم ولا يعتقدون عصمتهم ولا غيرهم بل يجوز وقوع الذنوب منهم والله يغفر لهم بالتوبة وبأعمالهم الصالحة وغير ذلك من الاسباب ، والجزم بأنهم دائرون فياجتهاداتهم بين الأجر والأجرين . رضي الله عن معاوية وعن الصحابة أجمعين….
والحمد لله رب العالمين .
جمع وإعداد
عبدالرحمن بن إبراهيم السويلم
الداعية بمكتب الدعوة بحوطة سدير
20 صفر 1438