إن أول شيء خلقه الله هو القلم، فهل هذا الحديث يرد على القول ” ما من مخلوق إلا قبله مخلوق إلى آخره”
القول بأنه ما من مخلوق إلا وقبله مخلوق إلى الأبد، هذا قول كفر وضلال وقد بيّن ضلاله شيخ الإسلام ابن تيمية في مواضع منها كتاب منهاج السنة وبين في غيره من كتبه أن هذا كفر لأن كل المخلوقات لا بد لها أولية كما في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :” اللهم أنت الأول الذي ليس قبلك شيء وأنت الآخر فليس بعدك شيء”، فما من مخلوق إلا وللمخلوقات أولية، لكن لا يلزم من هذا أن الكون الذي نعيشه، هذه الأرض التي نعيشها لم تسبق بمخلوقات أخرى قد تكون مسبوقة بمخلوقات أخرى، وقد بين هذا شيخ الإسلام رحمه الله في الصفدية وغيرها فلا يلزم أن هذا الخلق الذي نعيشه ونعرفه لم يسبق بمخلوق آخر، قد يكون مسبوقا بمخلوق آخر لكن ليس معنى هذا أن ما من مخلوق إلا وقبله مخلوق إلى ما لا نهاية. فإن للمخلوقات بداية كما تقدم ذكره لما قال r “أنت الأول الذي ليس قبلك شيء” والشيء بالشيء يُذكر اختلف أهل السنة أي المخلوقات أول القلم أو العرش إلى آخره.
ذكر شيخ الإسلام-رحمه الله تعالى-أن الخلاف في مثل هذا ليس في بيان أول مخلوقات على الإطلاق، بل هذا خلاف نسبي في أي هذا قبل هل هو العرش أو القلم، ذكر هذا رحمه الله تعالى في الصفدية وغيره.