هناك من يقول: إنه لا يوجد ما يسمى بالناسخ والمنسوخ، ولا يوجد دليل عليه، وأن قوله تعالى: ﴿مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا﴾ [البقرة:106]، المراد بها: الآيات الكونية، وليست الآيات القرآنية؟
يقال: إن هذا القول منكر، وتلاعبٌ بكتاب الله، فإن علماء أهل السنة مطَّرِدون على إثبات النسخ في القرآن، ولم يُنقل الخلاف إلا عن أبي مسلم الأصفهاني، ومنهم من نازع في صحة خلافه في هذا.
والقرآن واضح في النسخ، كما في قوله تعالى: ﴿الآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا ﴾[الأنفال:66] ،فهذا صريحٌ في النسخ.
ثم آية البقرة المتقدمة: ﴿مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا﴾ [البقرة:106]. هذا أيضًا صريح في النسخ.
والعلماء فهموها على الآيات الشرعية لا الكونية، لا كما يزعم هذا الذي ابتدع هذا القول، ويكفي في هذا القول أنه قول مبتدع مخالف لقول الأمة، ونحن مأمورون أن نفهم الكتاب والسنة بفهم سلف هذه الأمة، كما قال سبحانه: ﴿وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا﴾ [النساء:115].
أسأل الله الذي لا إله إلا هو أن يفقِّهنا جميعًا في الدين، وأن يعلمنا ما ينفعنا، وأن ينفعنا بما علمنا، وجزاكم الله خيرًا.