يقول السائل: ما القول في عدنان إبراهيم، وفي زعمه أن عيسى –عليه السلام- لن ينزل في آخر الزمان؟
يُقَالُ جوابًا عن هذا السؤال: الجواب من حيث الجملة عدنان إبراهيم ضَالٌّ مُضِلٌّ، بل هو رافضيٌّ يتقنَّع بقِناع أهل السنة، وقد مَنَّ الله عَلَيَّ بكرمه، ورددت عليه قبل سنين ردًا بعنوان: “عدنان إبراهيم: رافضي يتقنع بقناع أهل السنة“ وعنده من الضلالات والزيغ – ما الله به عليم-، بل عنده من مخالفة قطعيات القرآن، ومن ذلك:
أنه يرى أن اليهود والنصارى ليسوا كُفَّارًا، مع أن القرآن صريح في بيان أن اليهود والنصارى كُفَّار، كما قال تعالى: {قَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ }[المائدة:73]، وقال سبحانه: { لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ} [البينة:1]، إلى غير ذلك من الأدلة.
ومع ذلك عدنان إبراهيم يُعارِض في مثل هذا.
وهو – عليه لعنة الله- سبَّاب لصحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ويقدح فيهم بظلم وجنايةٍ، مما يجعل السامع لكلامه يجزِم أنه رافضي خبيث مدسوس بين أهل السنَّة، ومما أحمدُ الله عليه I أن تأثير عدنان اليوم على المسلمين ليس كتأثيره سابقًا، بل ضَعُف تأثيره، وهذا من رحمة الله ونصرته لدِينه.
ومما جعل لكلام عدنان إبراهيم تأثيرًا هو تزكية بعض الحركِيِّين كسلمان العودة له، وكذلك طارق السويدان فإنهم زكّوه وأثنوا عليه، وهذا يكون سببًا لانتشار بدعته وضلاله، واغترار الناس به، كما قال الفضيل: “من أثنى على صاحب بدعة فقد أعان على هدم الإسلام“.
فالمقصود أن عدنان إبراهيم صاحب ضلالات عظيمة، وهو رافضي خبيث مُندَسٌّ في صفوف أهل السنة.
أما ما يتعلق بإنكاره نزول عيسى –عليه السلام-، فهذا من الإنكار الباطل، فقد دل القرآن والسنة وآثار الصحابة على أن عيسى –عليه السلام- ينزل في آخر الزمان، ومن ذلك:
قوله تعالى {وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ ۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا} [النساء:159]، قال أبو هريرة -رضي الله عنه- في البخاري ومسلم: المراد به نزول عيسى –عليه السلام-.
وثبت أيضًا في الصحيحين من حديث أبي هريرة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «يوشك أن ينزل عيسى بن مريم فيكسر الصليب .. إلى آخره».
وجاء في مسلم من حديث جابر وحديث النواس بن سمعان وغيرهم من صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، حتى أن الأحاديث الدالة على نزول عيسى في آخر الزمان أحاديث متواترة، كما بيَّن ذلك ابن جرير، وابن كثير، وصاحب “عون المعبود“، وغير ذلك من المعاصرين كالشيخ أحمد شاكر في حاشيته على “تفسير ابن جرير“، وكذلك الشيخ الألباني رحمه الله تعالى قد بيَّن في تعليقه على“العقيدة الطحاوية“ أن الأحاديث متواترة في نزول عيسى –عليه السلام-
فإنكار عدنان إبراهيم مثل هذا ليس مستغربًا لمن عَرف حاله، ومثل عدنان إبراهيم في إنكار هذا الترابي الضال الذي هلك، وأيضًا إنكار الترابي لمثل هذا ليس غريبًا لمن عرف حاله.
أسأل الله الذي لا إله إلا هو أن يعلِّمنا ما ينفعنا، وأن ينفعنا بما علَّمنا، وجزاكم الله خيرًا.