يقول السائل: ما المنهجية الصحيحة في قراءة الكتب العلمية؟
الجواب:
أول ما ينبغي أن يُعلم وأول ما هو مهم عند قراءة الكتب أن يختار القارئ الكتاب المفيد الذي يحتاج إليه، فليس كل كتاب يُقرأ ولا كل كتاب مفيد يُقرأ في كل وقت، ولا يصح أن يقرأه كل قارئ، فلابد أن يستعين بمن سبقه من أهل العلم والمعرفة فيساعده في ذلك. هذا أولًا.
وثانيًا: ينبغي أن يُقرأ لمن عرفوا بتحقيق العلم وضبطه، ومن أميز المتأخرين في ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى- والإمام ابن القيم -رحمه الله تعالى-، فينبغي أن يُجتهد في القراءة لهذين العالمين، فإن لهم تحقيقًا بديعًا لا يكاد يوجد عند غيرهم.
ثالثًا: ينبغي أن يُجتهد وأن يتوسع طالب العلم في قراءة كتب التوحيد التي ألفها أئمة السنة، ككتب الاعتقاد التي ألفها السلفيون من أهل العلم من الماضين والمعاصرين.
رابعًا: عند قراءة كتاب ينبغي قبل يُقرأ أن تُقرأ مقدمة الكتاب، وأن تُقرأ فهارس الكتاب حتى يكون عند القارئ اطلاع لما في هذا الكتاب.
خامسًا: عند قراءة الكتاب ينبغي أن يكون مع القارئ قلم بحيث إنه يُقيد الفوائد التي فيه مما يحتاج إليه على الغلاف بعبارة واضحة، مع تحديد الصفحة حتى يتيسر له الرجوع إلى ذلك، أو أن يُراجع العلم وأن يُراجع هذه المسائل.
سادسًا: ينبغي عند القراءة لأي عالم أن يُقرأ على وجه الاحترام والتقدير والاستفادة والدعاء له، وفي المقابل ألا يُقرأ بنفسية المُسلم، بحيث إنه يُسلم لقول العالم من غير نظر في الدليل، بل إذا أشكل عليه شيء يُعلق على الإشكال على وجه المدارسة حتى يتذاكر مع بقية إخوانه وأهل العلم في كشف هذا الإشكال.
فإن ظهر له أن الصواب خلاف ما قرره هذا العالم وأن له سلفًا في أقوال علماء آخرين، فإنه يدور مع الدليل حيث دار، فإذن يجمع القارئ بين احترام وتقدير العالم الذي كتب والدعاء له وفي المقابل يقرأ قراءة الناقد المستفيد والمستبصر والذي يدور مع الدليل حيث دار، سواء كان دليلًا شرعيًا أو تعليلًا عقليًا.
إلى غير ذلك مما لا يُناسب الإطالة في ذكره، كما هو حال هذه الأجوبة.
أسأل الله أن يُعلمنا ما ينفعنا وأن ينفعنا بما علمنا، وجزاكم الله خيرًا.