ما حدود الكذب المباح بين الزوجين؟
يقال جوابًا على السؤال: قد أجازت الشريعة للزوجين أن يكذِب بعضُهم على بعض، كما جاء في حديث أُمِّ كلثوم بنت عقبة الذي أخرجه مسلم، وإن كان جمع من أهل العلم يرون أن هذه الزيادة ليست من كلام النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما هي من كلام الزهري، كما ذهب إلى هذا موسى بن هارون وجماعة من أهل العلم، وهذا الأظهر كما تبيِّنه رواية مسلم.
لكن مع ذلك، مثل هذا جائز، وقد أجمع العلماء عليه، كما حكى الإجماع القاضي عياض في شرحه على مسلم، وكلام الزهري يدل على أن العلماء مجمعون على ذلك؛ لأنه قال: “لم أرَ شيئًا مما يقال أنه كذب، مما يبيح الناس الكذب فيه إلا ثلاث التي ذكرت في حديث أم كلثوم بنت عقبة“.
فكلام الزهري يدل على أن العلماء والناس في زمانه على جواز مثل هذا، وهذا ينبغي أن يُضبَط بضوابط:
-: فلا يجوز في أخذ الحقوق، لا يجوز للرجل أن يكذب على المرأة في أخذ حقها، ولا يجوز على المرأة أن تكذب على الرجل في أخذ حقه، فإنَّ هذا محرَّم بالإجماع، كما ذكره النووي في “شرح مسلم“، وذكره ابن حجر في “شرحه على البخاري“.
وإنما الذي يجوز الكذب فيه أن يبالغ في المدح، أو أن يظهر لزوجته محبته وهو لا يحبِّها، أو أن يَعِدها بأمر لِيُسَكِّنها ويمنّيها وأن لا يفي بوعده، وهكذا مما فيه مصلحة وليست فيه مضرة.