يقول السائل: ما حكم القول في الدعاء يوم عرفة: “يا شمس عرفة لا تغيبي”؟
يُقال جوابًا عن هذا السؤال: إن هذا الدعاء – والله أعلم- ليس دعاء شركيًا؛ لأن الدعاء الشركي هو الدعاء الذي يقصد منه الطلب، إما حقيقة أو حكمًا، ومثل هذه الألفاظ لا يُقصَد منها الطلب، لا حقيقة، ولا حكمًا.
فلذلك الدعاء الشركي هو أن يدعى غير الله بأن يقصد الطلب حقيقة أو حكمًا في أمر خاص بالله -عز وجل-، فمن فعل ذلك فقد وقع في الشرك، وقد بين هذا محمد بشير السهسواني في كتابه “صيانة الإنسان”.
وذكر أن العرب قد يأتون بألفاظ دعاء، ولا يراد بها الطلب، وإنما هي على غير بابها، ومن ذلك قول: “يا شمس عرفة لا تغيبي”، والله أعلم.
وقد أشار إلى تأصيل الدعاء بهذا المعنى شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى، لكن كلام محمد بشير السهسواني أوضح، وذلك أنه قال: إن المراد بالدعاء دعاء غير الله الشركي وهو الدعاء المقرون بطلب، فإذا كان هذا الدعاء المقرون بطلب خاص في أمر خاص بالله، فإنه يكون شركًا أكبر، والله أعلم.