ما حكم الهدايا المقدَّمة من شركة الاتصالات لعملائها؟
يقال: إذا كانت شركة الاتصالات تعطي المشاركين معها وعملاءها هدايا، فمثل هذا جائز، ولا شيء فيه، ومثله بطريقة أخرى أن تخَفِّض قيمة اتصالاتها ولمن شارك معها، أو تعطي اشتراكات مجَّانِيَّة، كل مثل هذه الأمور جائزة، والأصل فيها الحِلُّ، وليس فيها ضررٌ، ولا غير ذلك مما يوجب تحريمها.
لكن فرقٌ بين هذا وبين أن تعطي بعضُ الشركات – التي لها أعمال ومشاركة مع شركة الاتصالات- موظَّفَ الاتصالات هدايا، فمثل هذا مُحرَّمٌ، ولا يجوز لموظف الاتصالات سواءً كان الموظف كبيرًا أو صغيرًا أن يقبل هدايا من المقاولين، ومن الشركات الأخرى التي تتعاقد معهم، هذا محرم في الشريعة.
فقد أخرج مسلم من حديث عَدِيِّ الْكِنْدِيِّ رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مَنِ اسْتَعْمَلْنَاهُ مِنْكُمْ عَلَى عَمَلٍ، فَكَتَمَنَا مِخْيَطًا، فَمَا فَوْقَهُ كَانَ غُلُولًا يَأْتِي بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَة» يعني: لو أن رجلًا استعمله النبي صلى الله عليه وسلم، وأعطاه الناس مِخْيَطًا؛ لأنه عامِلٌ يَعمَل تَبَعَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فأعطوه مِخْيَطًا في عمله، فمثل هذا محرَّم، لذا قال: « فَكَتَمَنَا مِخْيَطًا، فَمَا فَوْقَهُ كَانَ غُلُولًا يَأْتِي بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَة» والعياذ بالله.
فيجب على العاملين في شركة الاتصالات أو في غيرها من الشركات والدوائر الحكومية أن لا يأخذوا من المراجعين، وممن يتعاقدون معهم شيئًا من الأموال، قَلَّ أو كَثُرَ، ولو كان قلمًا، – عافاني الله وإياكم-