ما حكم تدريس العلوم الدنيوية في المسجد، كالرياضيات والفرنسية والفلسفة، من مختلف المستويات الدراسية؟
يقال جواباً على هذا السؤال: إن المساجد بنيت لعبادة الله، من الصلاة وغير ذلك، ولم تُبْنَ لفعل المباحات، لكن يجوز أن يفعل فيها المباحات، كما ثبت عن ابن عمر في البخاري: ((أنه كان ينام في المسجد))، والنوم في المسجد مباح.
لكن الأصل: أن المساجد بنيت لعبادة الله، ففعل المباحات في المساجد، هو خلاف ما بنيت المساجد من أجله، وفعل أمثال هذه الأمور مخالف للمقاصد من المساجد.
أما أن يفعل في المسجد ما هو مُحرم، كدراسة الفلسفة وغير ذلك، فمثل هذا لا يجوز بل هو مُحرم.
فإذا كان مقدمة علم الفلسفة وهو المنطق قد حرمه السلف، وحرمه العلماء من بعدهم، كالنووي، وابن الصلاح، وشيخ الإسلام ابن تيمية وغيرهم، فكيف بالفلسفة؟!!
وإذا كان العلماء حرموا علم الكلام وأجمعوا على ذلك، كما حكى الإجماع ابن عبد البر – رحمه الله تعالى – في كتابه “بيان العلم وفضله”، فكيف إذن بالفلسفة؟!! وهي من علم الكلام بل ومن أسوأ علم الكلام، وطريق للزندقة والضلالة -عافاني الله و إياكم-.
فإذن؛ دراسة الأمور المحرمة كالفلسفة المُحرمة، لا يجوز في المسجد أو في غيره، فالمسجد من باب أولى.
أما المباحات فتجوز، لكن خلاف الأفضل، خلاف ما جاءت به الشريعة على ما تقدم تقريره