ما رأيكم فيمن يحرِّم الصورة بالكاميرا ويبني عليها الولاء والبراء؟
يقال جوابًا على هذا السؤال: قد تنازع العلماء المعاصرون في الصور، سواء كانت بالفوتوغرافية أو كانت بالفيديو، فبما أن العلماء المعاصرين تنازعوا في ذلك وهم علماء معتبرون؛ فلذا من أصاب فله أجران، ومن أخطأ فله أجرٌ واحد، وتكون المسألة خلافية، لا مسألةً إجماعيةً بحيث ينعقد عليها الولاء والبراء.
فإذا تبيَّن هذا فمن ظهر له حُرمة التصوير فليعمل بذلك وهو ما بين أجرٍ أو أجرين، ومن ظهر له جواز التصوير فله أن يعمل بذلك، وهو ما بين أجر أو أجرين.
فلا يصح لأهل الإيمان والتقوى ولعموم المسلمين أن يتنازعوا في أمثال هذه المسائل التي يسوغ الخلاف فيها، بل إن التنازع من أجلها هو أشد حرمة منها؛ لأن النزاع والشقاق والاختلاف محرَّم في الشريعة بإجماع أهل العلم، أعني: النزاع الذي يترتب عليه البغضاء والولاء والبراء إلى غير ذلك.
أما أمثال هذه المسائل فهي مما يسوغ الخلاف فيها، فأسأل الله أن يؤلِّف قلوب جميع أهل المسلمين على التوحيد، وأن يؤلف قلوب المسلمين على التوحيد والسنة، وأن يبصِّرنا بالحق في هذه المسألة وغيرها إنه رحمن رحيم.