يقول السائل: ما صحة ما رُوي عن ابن عمر -رضي الله عنه- أنه قال: ” من قال دبر كل صلاة وأخذ مضجعه: الله أكبر كبيرًا، عدا الشفع والوتر، كلمات الله التامات الطيبات المباركات، ثلاثًا، ولا إله إلا الله مثل ذلك، كُن له في قبره نورًا وعلى الجسر نورًا وعلى الصراط نورًا وحتى يدخلنه الجنة أو يدخل الجنة”؟
الجواب:
هذا الأثر رواه ابن أبي شيبة في مصنفه من طريق محمد بن عبد الرحمن عن طيسلة عن ابن عمر، من قول ابن عمر -رضي الله عنه- لا من قول النبي ﷺ.
والذي يظهر -والله أعلم- أن هذا الأثر لا يصح عن ابن عمر -رضي الله عنه- فإن محمد بن عبد الرحمن رواه عن طيسلة ولم يثبت لقاؤه بطيسلة، والشرط الذي أجمع عليه المحدثون الأوائل أنه يشترط اللقي، كما ذكر هذا ابن رجب في شرح (العلل)، وفي شرحه على الأربعين النووية، كما ذهب إلى هذا الإمام أحمد والرازيان وابن المديني والبخاري، وغيرهم من أئمة الحديث الأوائل.
فإذن قد أجمع هؤلاء على أن لقي التلميذ عن شيخه شرط، فإذا لم يثبت لقيه لم يُصحح السند ولا الحديث، فعلى هذا يكون ضعيفًا -والله أعلم- لاسيما ولم أر العلماء يُقررون ويعملون به في كتب الأذكار وعمل اليوم والليلة وغير ذلك، وإنما رأيت بعض المتأخرين ذكره، أما العلماء السابقون فإنهم لم يعتنوا به ولم يتناقلوه ولم يُقرروه لا في كتب الأذكار وعمل اليوم والليلة ولا في كتب الفقه، فيما رأيت -والله أعلم-.