ما ضابط شرك الطاعة ؟


يقول السائل: ما ضابط شرك الطاعة؟ وهل هو مُخرج من الملة؟

الجواب:
شرك الطاعة نوعان:
النوع الأول: شرك أكبر، وهو طاعة غير الله في تحليل ما حرم الله أو تحريم ما أحل الله، وهذا ردة وكفر بإجماع أهل العلم، ومن الأدلة قوله تعالى: ﴿ إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَاماً وَيُحَرِّمُونَهُ عَاماً ﴾ [التوبة: 37] فقوله: ﴿ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ ﴾ دليل على أنه كفر ومُخرج من الملة والعياذ بالله.

النوع الثاني: محرم وليس شركًا أكبر ولا أصغر، وهو طاعة النفس أو طاعة كل أحد فيما حرم الله على غير وجه الاستحلال، فمثل هذا محرم وليس شركًا أكبر ولا أصغر، لكنه قد يُسمى شركًا بالمعنى العام، وبالمعنى العام كل معصية تسمى شركًا لكنه ليس شركًا أكبر ولا أصغر، ومن ذلك قوله تعالى: ﴿ فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحاً جَعَلاَ لَهُ شُرَكَاء فِيمَا آتَاهُمَا ﴾ [الأعراف: 190] قال جمع من السلف كقتادة وغيره: شركاء في طاعته لا في عبادته. والمراد هنا الشرك بالمعنى العام وليس شركًا أكبر ولا أصغر، وهذا مستفاد من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية كما في (مجموع الفتاوى)، وابن القيم في كتابه (مدارج السالكين)، وابن رجب في رسالة الإخلاص.

أسأل الله أن يعلمنا ما ينفعنا وأن ينفعنا بما علمنا، وجزاكم الله خيرًا.

964_2


شارك المحتوى: