يقول السائل: ما طرق ووسائل ثبات الحفظ؟
الجواب:
إن لثبات الحفظ وسائل شرعية وعملية، وأذكر بعضها باختصار:
السبب الأول: تقوى الله، فإن تقوى الله سببٌ لكل خير، قال الله عز وجل: ﴿ومن يتّق الله يجعل له مخرجًا﴾ [الطلاق: 2] فاتقوا الله يا عباد الله، فإن تقوى الله سببٌ لخير الدنيا والآخرة.
السبب الثاني: ترك الذنوب والمعاصي، فإن الذنوب سببٌ لكل فساد في الدنيا والآخرة، قال تعالى: ﴿مما خطيئاتهم أُغرقوا فأُدخلوا نارًا﴾ [نوح: 25] وقال: ﴿أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم إن الله على كل شيء قدير﴾ [آل عمران: 166] إلى غير ذلك من الأدلة الكثيرة.
السبب الثالث: أسباب كونية، وهو كثرة المراجعة، لا يمكن أن يثبت الحفظ إلا بكثرة المراجعة، لا يمكن لأحد أن يكون حافظًا وهو لا يراجع ويضبط ما حفِظَ، وقد روى الخطيب وابن عبد البر عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- أنه قال: “قيمة كل امرئٍ ما يُحسنه”. فإذن لابد من المراجعة.
وقد ذكر ابن حجر في مقدمة شرحه على البخاري (هدى الساري) أنهم كانوا يظنون أن الإمام البخاري لقوة حفظه أنه كان يأكل شيئًا، فتتبعوه ثم سألوه، فقال: لا شيء إلا إدامة النظر. أي كثرة المراجعة.
فلابد من كثرة المراجعة، ولاسيما في أول النهار، فإنه وقت فراغ، فمثله مناسب للمراجعة ليجعل طالب العلم لنفسه وردًا يراجعه كل يوم، من قرآن أو حديث نبوي أو متون علمية، إلى غير ذلك.