ما طريقةُ التسبيح باليد؟
يقال جوابًا على هذا السؤال: أصح أقوال أهل العلم في هذه المسألة – والله أعلم-، وهو أصح الأقوال الثلاثة: أن التسبيح يكون بعقد الإصبع، فتقول: “سبحان الله” وتعقد إصبعك، وسبحان الله مرةً أخرى، وتعقد الإصبع وهكذا، حتى تتم العدد الذي تريد، كأَنْ تسبّح الله ثلاثا وثلاثين بعد الصلاة، ويدل على ذلك ما ثبت عند أبي داود وغيره من حديث عبد الله بن عمرو العاص، قال : ((كان النبي ﷺ يعقد التسبيح)) .
فإذن تعقد الإصبع، وتقول: سبحان الله وتعقد الأخرى، وتقول: سبحان الله وهكذا.
وبعض الناس يخطئ، فيعد العقد ويعد حل العقد؛ يعني إذا قبض إصبعه يعده يقول: سبحان الله، وإذا فك القبضة وحل العقد يقول أيضًا: سبحان الله، وهذا خلاف السُنة، فإنها جاءت بأن يعد عند كل عقد يقول: سبحان الله ثم يعقد إصبعه ثم يقول: سبحان الله ويعقد إصبعه إلى أن ينتهي ثم يرجع ويقول: سبحان الله
والتسبيح بهذه الصفة وهي (العقد) هي أصح أقوال أهل العلم كما تقدم، وإليه ذهب الطيبي، وابن الجزري، والمناوي، وأيضًا هو قول الحنابلة.
وكذلك يستحب التسبيح باليد اليمنى، يبتدئ باليد اليمنى، ثم باليد اليسرى وهذا هو ظاهر قول جمهور أهل العلم، كما هو ظاهر قول المالكية والشافعية والحنابلة، ويدل على ذلك حديث عبد الله بن عمرو المتقدم أن ((النبي ﷺ كان يعقد التسبيح بيده)).
فإن قيل: قد جاءت الرواية عند أبي داود: ((إنه كان يعقد التسبيح بيمينه))؟
فيقال: الأظهر – والله أعلم- أن هذه الرواية شاذة، انفرد بها محمد بن قدامة دون بقية رواته، ومن تأمل إسنادها يظهر له شذوذها- والله أعلم-.
لذا؛ ظاهر مذهب جماهير أهل العلم كما هو ظاهر حديث عبد الله بن عمرو الذي فيه أنه كان يعقد التسبيح بيده.
أسأل الله الذي لا إله إلا هو أن يفقهنا في الدين، وأن يعلمنا ما ينفعنا. وجزاكم الله خيرًا.