يقول السائل: ما علاج الخشوع في الصلاة؟
الجواب:
إن الخشوع في الصلاة مطلبٌ عظيم، وقد امتدح الله المؤمنين به، قال سبحانه: ﴿قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ﴾ [المؤمنون: 1-2].
وإن هذا الخشوع يتحقق بأمور أذكر بعضها باختصار:
الأمر الأول: الدعاء، فإن الدعاء أعظم مفتاحٍ للخير، وهو باب لكل خير، فخلاصته أنه يسأل ربه الكريم الذي بيده كل شيء أن يهيئ له وأن يحقق له مطلوبه، فالله الله بالدعاء، فهو سبب عظيم لتحقيق الخشوع.
الأمر الثاني: تذكُّر ما يترتب على ترك الخشوع من ذهاب أجر الصلاة ونقصانه، فقد أخرج الإمام أحمد من حديث عمار -رضي الله عنه- أن النبي ﷺ قال: «إن الرجل ليصلي ولا يكتب له من صلاته إلا نصفها» ثم قال: «… وثلثها وربعها» إلى أن قال: «إلا عشرها»، فإذن مَن فوَّت الخشوع نقص عليه أجر صلاته.
الأمر الثالث: المجاهدة، ينبغي للعبد إذا قام بين يدي ربه أن يجاهد نفسه ليحقق الخشوع، فإنه مع المجاهدة يستطيع أن يقوِّي نفسه يومًا بعد يوم، والله سبحانه يقول: ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ﴾ [العنكبوت: 69] فالمجاهدة سبب عظيم في تحقيق الخشوع، والمجاهدة في ذاتها عبادة.
الأمر الرابع: المحاسبة، فيحاسب نفسه على ترك الخشوع وانشغال ذهنه بغير الصلاة، وما ذهب عليه من الأجور وغير ذلك، وهجم عليه الشيطان حتى ضيع عليه كل صلاته أو أكثرها … فمع المحاسبة يستطيع أن يُصلح نفسه بعد ذلك.
الأمر الأخير: أن يتذكر كل واحد منا أنه إذا قام يصلي فإنه بين يدي جبَّار السماوات والأرض، وليتذكر أنه لو كان بين يدي أمير، أو رئيس دولة أو ملك، فكيف سيكون حاله؟ فمَن كان بين يدي الله فهو أولى وأولى، أخرج الشيخان عن النبي ﷺ أنه قال: «فَإِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا قَامَ يُصَلِّي، فَإِنَّ اللهَ تبارك وتعالى قِبَلَ وَجْهِهِ».
وتذكُّر مثل هذا مُعِينٌ للغاية على الخشوع، أسأل الله أن يرزقنا جميعا الخشوع في صلاتنا.