يقول السائل: ما قولك فيمن يقول: إن الكثرة دليل على الحق؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم «فإن مكاثر بكم الأمم»؟
يُقال جوابًا عن هذا السؤال: لا شك أن هذا خطأ؛ فإن الأدلة الصريحة في أن الكثرة ليست دليلًا على الحق، كما قال -عز وجل-: {وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ} [الأنعام:116]، وكما قال -عز وجل-: {فَمِنْهُم مُّهْتَدٍ ۖ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ} [الحديد:26].
لكن فرق بين أن تجعل الكثرة دليلًا، وهذا خطأ، وبين أن يرجو الناصح أن يكثر أتباعه على الحق، ليأخذ أجرهم، وهذا الذي أراده رسول الله صلى الله عليه وسلم بكثرة الأولاد؛ ليكثر أتباع أمة محمد صلى الله عليه وسلم، ففرق بين الأمرين.