يقول السائل: ما معنى اليمين الغموس؟
الجواب:
اليمين الغموس عند العلماء: هو من حلف على أمر ماضي كذبًا، حلف أنه بالأمس كان عند زيد ولم يكن عنده، أو بالأمس ذهب إلى المكان الفلاني ولم يذهب إليه، أو بالأمس قد أكل ولم يأكل، هذه هي اليمين الغموس وهي كبيرة من كبائر الذنوب.
ثبت في البخاري عن عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «الكبائر: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وقتل النفس، واليمين الغموس».
إذن اليمين الغموس من الكبائر، وما أكثر المسلمين الذين يتساهلون في مثل هذا، ويحلفون على الماضي كذبًا، وقد سُميت غموسًا لأنها تغمس صاحبها في الإثم الذي يكون سببًا لغموس صاحبها في النار -والعياذ بالله-.
فليتق الله المسلمون وليحفظوا أيمانهم عن مثل هذه اليمين، وقد ذهب جماهير أهل العلم كما هو قول الحنفية وهو قول مالك والمالكية، وإحدى الروايتين عن الإمام أحمد وقول عند الحنابلة، أن هذه اليمين الغموس لا تُكفَّر لشدة ذنبها فإنها لا تُكفر، ويُؤكد ذلك أن الله جعل الكفارة فيما عُقدت فيه الأيمان، والماضي لا يُعقد فيه اليمين لأن صاحبه يعلم أنه ليس كذلك، ثم ما تقدم من حديث أبي هريرة: «من حلف على يمين فرأى غيرها خيرًا منها فليُكفر عن يمينه وليفعل الذي هو خير» فاليمين الغموس لا يمكن أن تُكفر ويُؤتى الذي هو خير، لأنها أمر ماضي كما بيَّن هذا ابن المنذر -رحمه الله تعالى-.
فالواجب على المسلمين أن يحفظوا أيمانهم كما قال تعالى: ﴿ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ ﴾ وأن يحذروا الكذب لاسيما مع الحلف، لاسيما مع اليمين الغموس -عافاني الله وإياكم-.
أسأل الله أن يعلمنا ما ينفعنا وأن ينفعنا بما علمنا، وجزاكم الله خيرًا.