ما نصيحتكم لمن ابتلي ببعض الأشياء، ويجد في نفسه ما يجد، وهو لا يريد مخالفة دين الله عز وجل، ولا يريد الاعتراض على قضاء الله وقدره. لعل كلمة منكم سترشده للصواب و يكون شفاء له بعد الله عز وجل.
يُقال جوابًا على هذا السؤال ليعلم كل أحد أنه ما نزل بلاء إلا بذنب وما ارتفع إلا بتوبة وأن البلاء كفارات وهي رحمة من الله عز وجل ومما يبين أنها رحمة ما ثبت في الصحيحين عن عمر أنه قال: قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبي فإذا امرأة من السبي تسعى، فوجدت صبيا في السبي، فأخذته فألصقته ببطنها وأرضعته، فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أترون هذه المرأة طارحة ولدها في النار؟» قلنا: لا، والله وهي تقدر على أن لا تطرحه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لله أرحم بعباده من هذه بولدها»» فإذا كان الله أرحم بنا فإنه ما ابتلى أحدًا إلا رحمة به، فبعض الناس عند البلاء يُقبل على الله بخلاف إذا كان معافى، لذا الواجب أن نفزع إلى الله سبحانه وتعالى بالدعاء، وأن نعلم هذا البلاء أنه من الله وأنه رحمة بنا وأن نتوب إلى الله سبحانه وتعالى وأن يحسن الظن به سبحانه، قال سبحانه: ﴿مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ﴾ [الحديد:22] ﴿لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ﴾[الحديد:23] اسأل الله الذي لا إله إلا هو أن يرفع عنك وعن جميع المسلمين البلاء برحمته هو أرحم الراحمين.