يقول السائل: أنا شخص أعاني من وساوس في الوضوء، حتى إني في أغلب الأوقات أُعيده، فما نصيحتك لي؟
الجواب:
ينبغي أن يُعلم أن الوساوس مرضٌ لابد أن يسعى المسلم إلى رفعه، وسبل رفعه يرجع إلى أمور منها:
الأمر الأول: الدعاء، فإن الدعاء أعظم سبب لرفع كل بلاء ولتحصيل كل خير كما قال تعالى: ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِي إِذَا دَعَانِي فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴾ [البقرة: 186] فلنفزع إلى الله بالدعاء، فإن الدعاء مفتاح كل خير.
الأمر الثاني: أن نجتهد في فعل الرقية، فإن الرقية شفاء سواءٌ من الأمراض الحسية أو المعنوية، سواء من السحر والعين أو غير ذلك من الأمراض، كما قال تعالى: ﴿ وَنُنَزِّلُ مِنْ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الإسراء: 82] فالقرآن كله شفاء، فينبغي أن يُجتهد في الرقية فإن فيها خيرًا عظيمًا وهي من رحمة الله بنا إذ جُعل في أمتنا ما يكون شفاءً بأن يُرقى به وهو القرآن.
الأمر الثالث: مجاهدة النفس في ألا تلتفت إلى الوساوس، لابد من مجاهدة النفس في ذلك وأن يعلم العبد أنه معذور ولا يكلفه الله فليتوضأ مرة واحدة وهو معذور لئلا يلتفت إلى الشكوك والوساوس ويكتفي بالوضوء الواحد ولو أوهمه الشيطان أنه على يقين بأنه لم يتوضأ، فإن مثل هذا قد أُصيب بالوسوسة فلا يُعتد بيقينه ولا بتلبيس الشيطان عليه، وإنما يجاهد نفسه بأن يكتفي بوضوء واحد وليتأكد وليعلم أنه معذور، كما بيَّنه ابن القيم في كتابه (إغاثة اللهفان).
الأمر الرابع: ليُراجع طبيبًا نفسيًا لعل عنده علاجًا له فينتفع بعلاجه،
أسأل الله أن يشفيه وأن يشفي المسلمين أجمعين إنه أرحم الراحمين.