https://youtu.be/IKkYZAtsTMc
( ما هكذا تورد الإبل يالمغامسي )
ست وقفات مع المغامسي
:الحمد لله رب العالمين وبعد
اطلعت على ما قاله الشيخ المغامسي هداه الله إلى الحق قال “أقول بوضوحٍ وبكلمات قد لا يجسر عليها بعض العلماء: إن أهل السنة والشيعة والإسماعلية والإباضية، كل هؤلاء يؤمنون بالله رباً وبمحمد – صلى الله عليه وسلم – نبياً وبالإسلام ديناً وبالقران كتاباً، وبالقيامة موعداً وبالجنة ثواباً للطائعين وبالنار عقاباً للكافرين ويؤمنون بالكعبة قِبلة، إذا صلوا صلوا إلى الكعبة ، ويضحون”.
ولي على كلام المغامسي عدة وقفات.
الوقفة الأولى: جمع المغامسي بين متناقضين.
والشريعة لا تجمع بين متناقضين كما أنها لا تفرق بين متماثلين ، فلو قال رجلٌ: الذكر والأنثى سواء في الخَلق والأحكام الشرعية ، لعُد ذلك من السفه والجهل المركب ، لأنه أبطل دلالة القرآن والسنة على ذلك ، وجمع بين متناقضين والشريعة تفرق بينما ” (وليس الذكر كالأنثى)”.
ومع الأسف فالمغامسي جمع بين الموحد والمشرك وبين المتبع والمبتدع وجعلهم في منزلة واحدة وأبطل دلالة القرآن والسنة على ذلك قال تعالى ( أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ ) وقال تعالى (أمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ)
هذه التسوية غير لائقة بحكمة الله وحُكْمه، فلا يستوون عند الله، بل يثيب الله المؤمنين الموحدين الأتقياء الذين يعظمون الكتاب والسنة مع الاتباع، ويعاقب المفسدين والمشركين عباد القبور الذين اجترحوا البدع والضلالات ويغلون في الأولياء ويَصرفون لهم أنواع العبادات وأنواع الخصائص التي أختص الله بها كعلم الغيب والتصرف في الكون وغير ذلك ، فحكمته قد اقتضت استحالة المساواة بين الموحد المتبع وبين المشرك أو المبتدع.
وقال تعالى( إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا)
فالمغامسي جمع بين متناقضين والشريعة توجب التفريق بينهما ، فأوهم المستمعين أن أهل السنة ، وَجمَعَ معهم الإسماعلية، والإباضية وغيرهم من الفرق الضالة وجعلهم سواء ، وهذه جناية وافتراء وقد أبطل بهذا التقرير دلالة القرآن على ذلك ، لأن الله أخبر أن الذين اجترحوا السيئات كالشرك والبدع المكفرة لا يغفر الله لهم إلا بالتوبة .
ومن قال أن هذه الطوائف سواء فإنه جعل إخبار الله “أنه لا يغفر لمن أشرك” باطلا ومعاذ الله أن يكون في كلام الله باطل أو لغو .
كما أبطل دلالة السنة وهو الحب في الله والبغض في الله ، فلو كان الطوائف والفرق متساويين لكان البغض باطلا ومن باب العبث ، ومعاذ الله أن يكون في كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم عبث ولغو أو باطل!.
فالمغامسي جعل أهل السنة كالإسماعلية والإباضية وغيرهما ألا ساء ما يحكمون .
كيف نجعل أهل السنة الموحدين والمتبعين للنبي صلى الله عليه وسلم كالرافضة الذين يكفرون الصحابة ويدعون غير الله ، ويردون أحاديث البخاري ومسلم والسنن قال كاشف الغطاء: واعلم أن أحاديث البخاري ومسلم والسنن وكأحاديث أبي هريرة وجابر بن سمرة لا تزن عندنا جناح بعوضة!!!.
أم نجعل أهل السنة كالإسماعلية الضالة والإباضية الخوارج سواء !!
مالكم كيف تحكمون أفلا تعقلون .
الوقفة الثانية: ذكر المغامسي مع أهل السنة ثلاث طوائف ، الشيعة ، والإسماعلية ، والإباضية ، وقال كل هؤلاء يؤمنون بالله رباً وبمحمد نبياً وبالإسلام ديناً وبالقران كتاباً، وبالقيامة موعداً وبالجنة ثواباً للطائعين وبالنار عقاباً للكافرين ويؤمنون بالكعبة قِبلة، وإذا صلوا صلوا إلى الكعبة، ويضحون .
سبحان الله هذا الوصف الذي ذكره المغامسي في الطوائف الثلاث وجعلهم في منزلة واحدة مع أهل السنة ، أقول هذا الوصف قائم أيضا في طائفة الحوثيين ، و داعش ، وتنظيم القاعدة ، وغلاة الصوفية ، وفي الجهمية ، والمعتزلة ، والقدرية ، والقرآنيين .
فإذا قال المغامسي إن الحوثيين ، و داعش وتنظيم القاعدة وغيرهم ، يقتلون المسلمين .
قلنا له ، وأيضا الرافضة والإسماعلية الباطنية والإباضية وغيرهم عندهم من المخالفات التي هي أشد من القتل لأن القتل كبيرة من الكبائر ، ودعاء غير الله ، والقول بتحريف القرآن كفر وشرك أكبر ، فيكون أشد من أعمال داعش ، وكله سيئة عند ربك محذورا .
وهذا يدل على أن هذه المسألة التي قررها المغامسي إنما هي جدال بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير ، وإنما ظن أنه بهذا الكلام سيجمع الناس حوله ، كدمعته التي من خلالها استطاع أن يجمع الناس حوله!!! نسأل الله السلامة والعافية.
وإليك أخي القارئ بعض مخالفات الرافضة.
1- لا يثبتون لله الصفات.
2- يحرفون القرآن.
3- يكفرون الصحابة.
4- يقولون – والعياذ بالله – بأن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم فاجرة وفعلت الفاحشة.
5- عدم قبول أحاديث البخاري ومسلم وجميع السنن ومسند الامام أحمد .
6- الغلو في قبور الصالحين والطواف عليها .
7- دعاء الأموات والاستغاثة بهم وذبح النذور القربات لهم .
8- الاعتقاد بأن الأئمة يعلمون الغيب ولا يموتون إلا إذا شاءوا .
9- الإيمان بأن ولاية علي ركن من أركان الإسلام من لم يؤمن بهذا الركن فهو كافر خارج عن دائرة الإسلام ودمه حلال وماله حلال .
– وإليك بعض مخالفات الإباضية !!!
1- وجوب الخروج على أئمة الجور .
2- القول بخلق القرآن .
3- تعطيل الصفات .
4- إنكار رؤية الله في الآخرة .
5- لا يثبتون الميزان ولا الصراط على الحقيقة .
6- ينكرون شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم ، وشفاعة المؤمنين للعصاة يوم القيامة .
7- تكفير مرتكب الكبيرة ولكن يدلسون على الناس بأن الكفر كفر نعمة لا كفر ملة ، ثم يقولون بأن العاصي مخلد في جهنم !!!.
8- ما يتعلق بالصحابة فأمرهم مريب فمنهم من يحب أبا بكر وعمر ويمسك عن عثمان وعلي ويلمز معاوية ، وبعضهم يذم ويسب عثمان وعلي ككتاب كشف الغمة وكتاب الأديان لمؤلفين إباضيين ، ومنهم من يجعل الصحابة فقط المهاجرين والأنصار ، وأما من كان بعد الفتح فلا يعتبر صحابي !! .
9- أنكر بعض الإباضية عذاب القبر ونعيمه .
– وإليك بعض ما عند الإسماعلية من المخالفات !!
1- النبوّة عند الإسماعيلية مكتسبة ، فباستطاعة الإنسان أن يصبح نبياً !
2- يقولون بتناسخ الأرواح .
3- يقولون بالوصية والرجعة .
4-عدم إثبات الصفات لله! وأن الله لا يرى يوم القيامة !!
5- يقولون بالحلول !
6- يرون أن الإمامة ركن لا يصح الإيمان إلا به !
7- تكفير الصحابة.
8- أن الأئمة يعلمون الغيب !
9- اعتقادهم أن القرآن له ظاهر وباطن ولا أحد يعلم الباطن إلا خواصهم ، وأن من العبادات ما له ظاهر وباطن ، وبهذا أُطلق على هذه الطائفة ، الباطنية !!! مثاله
قال المفضل الجعفي: ” الزكاة هي معرفة أمير المؤمنين” ، فالتأويل الباطني عندهم
من الخصائص التي اختص بها الإسماعيلية عن غيرهم، تمسكهم بالتأويل الباطني وأن لكل شيء ظاهراً وباطناً، فالظاهر يعرفه العامة، والباطن لا يعرفه إلا أئمتهم وخواصهم .
فلا يختلف عاقلان أن هذه المخالفات أشد من القتل وقتل المؤمن كبيرة من الكبائر وقد حرمته الشريعة .
الوقفة الثالثة: وقع المغامسي في أمر يحسبه هينا أو أنه نصر للدين ، وهو والله عند الله عظيم ، وقد خذل أهل التوحيد ، ونصر أهل الباطل ، حيث لبس الحق بالباطل قال تعالى (وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ) ولبس على الناس ، وعلى الشباب ، وزادهم في ضلالهم وفي غيهم وجعل أهل الباطل من الفرق المنحرفة تثبت على انحرافها ، وأعطاهم الحجة ، بأن يقولوا ما نحن عليه من مذهب فهو حق مثل أهل السنة، بشهادة الخاشع البكاء الذي تدمع عينه عند الحديث وإمام وخطيب مسجد قباء!!!
ولكن صدق من قال من تحدث في غير فنه أتى بالعجائب.
الوقفة الرابعة: وإن تعجب فعجب له ، ذكر المغامسي بعد ذكر أهل السنة مع الإسماعلية والإباضية وغيرهم وجعلهم سواء في المنهج ذكر بعد ذلك شرطين لتحقيق صحة المنهج الشرط الأول : ممّن شهد لله بالوحدانية ، والشرط الثاني: وشهد للنبي صلى الله عليه وسلم بالبلاغ . وهذا من تناقضه وتخبطه تخبط العشواء . إذ أن الشرطين لا ينطبق على تلك الفرق التي ذكرها فالإيمان بالله ورسوله ، له شروط وله نواقض كما أن الوضوء من أتى به ثم وقع في ناقض من نواقض الوضوء بطل وضوء ، وهؤلاء الفرق الذي جعلهم مثل أهل السنة وقعوا في كثير من النواقض ، فكيف جعلهم مثل أهل السنة ، وهذا يدل على أن المغامسي يجهل حالهم ويتكلم في غير فنه ، والعجيب أنه كتب في موقعه وزكى نفسه وأنه من الراسخين في العلم !! .
وهذه الفِرق – حاشا أهل السنة – تنطبق عليهم هذه الآية ( وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلا وَهُمْ مُشْرِكُونَ )
الوقفة الخامسة: ألزم المغامسي بأن التعايش لا يمكن أن يتم إلا بتصحيح معتقداتهم وأن لا يتميز أحد عن أحد ، وعدم تصحيحها يلزم الاقتتال ، سبحان الله هذا إلزام عجيب وغريب ،
وهذا دليل على تخبط الرجل وأنه يتكلم من غير إدراك للضوابط الشرعية في التعايش مع الفرق الإسلامية المنحرفة التي تنتسب للإسلام ومع الكفار والذميين والمعاهدين فلا يلزم من بغض ما هم عليه من انحراف عقدي ألا نتعايش معهم ، والذي يعتقده أهل السنة والجماعة أن هذه دماء معصومة ولا يجوز التطاول عليها ، بل لا يجوز قتل الكافر الأصلي المعاهد أو الذمي ومن قتله لا يجد رائحة الجنة ، فكيف بالفرق التي تنتسب إلى الإسلام ، ثم على مر التاريخ لم يحصل ولو مرة من أهل السنة أنهم قاتلوا تلك الفرق لأجل معتقداتهم ، ولكن العكس صحيح ، فالخوارج قاتلوا أهل الإسلام الصحيح – وهم أهل السنة – والجهمية سجنوا وعذبوا إمام أهل السنة لأجل عقيدته والقرامطة من الإسماعلية ، أراقوا دماء المسلمين في الحرم وسرقوا الحجر الأسود . والعراق وإيران وسوريا ليست عنك ببعيد ، كيف يقتلون ويشردون أهل السنة ، فالفِرق متى كان لهم زمام الأمر قتلوا واضطهدوا أهل السنة ، ومتى كان الزمام لأهل السنة استطاعت جميع الفرق المنحرفة التي تنتسب للإسلام لتعيش وتتعايش تحت ظل حكمهم .
الوقفة السادسة: سمعت كلامه ، والله لم يصدق على وجه التمام ، إلا في عبارة وجملة واحدة ، وقد صدق فيها حينما قال ” أقول ما لا يجسر عليه بعض علماء” فقد صدق فإنه قال بقول لا يجسر عليه أحد من أهل العلم فإنه جمع بين التوحيد والشرك وبين السنة والبدعة وبين النور والظلام وبين الحق والباطل فجمع بين مفترق ، فجسر على أمر لا يجسر عليه أهل العلم ، ولا أقول بعض العلماء كما يقول ، إذ أن العلماء لا يجسرون على هذا القول الباطل ، والعلماء يخشون من الله ، والقول على الله بغير علم ، وكونه استثنى بعض العلماء فإنه يقصد نفسه – والله أعلم – لأنه يرى نفسه من العلماء وكتب هو في موقعه الراسخون في العلم .
ثم قوله، أقول ما لا يجسر عليه بعض العلماء . والله ليست هذه منقبة لك ، بل هذا تهور وتسرع وقلة تورع ولا أدري أين ذهب خشوعك ودمعة عينك وبكاءك الذي استطعت من خلاله أن تجمع الناس من حولك ، لماذا لم يردعك انكسارك الذي نراه ويجعلك لا تتهور ولا تجسر وتخشى الله من عاقبة الفتوى ، انظر إلى موقف الذي إذا دمعت عينه دمعت لله وليس لأجل أن يتبوأ مقعدا ومكانا في نفوس الناس .
قال ابن أبي ليلى : أدركت عشرين ومائة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل أحدهم عن المسألة فيردها هذا إلى هذا وهذا إلى هذا حتى ترجع إلى الأول ) ، وفي رواية : ( وما منهم من يحدث بحديث إلا ود أخاه كفاه إياه ) .نسأل الله أن يسلمنا من الآفات والحمد لله رب العالمين.
كتبه / د. فيحان الجرمان أبو محمد