يقول السائل: ما هو المن؟ وما هو السلوى؟ كما ذكر الله في القرآن الكريم؟
يُقال جوابًا عن هذا السؤال: قد ذكر الله U المن والسلوى، وامتن به على بني إسرائيل، قال سبحانه: {وَاَنْزَلنَا عَلَيْكُم المَنّ وَالسَّلْوَى} [طه:80].
فلما امتن الله به على بني إسرائيل دل على أنه شيء يُمتَنُّ به، وأنه شيء حسن، فلذا تنازع العلماء في المن والسلوى.
أما المن فقد ذكر ابن الجوزي في كتابه “زاد المسير” ثمانية أقوال، وأفاد العلامة ابن السعدي رحمه الله تعالى أن المن رزق يحصل بلا كلفة ولا مشقة، لذا امتن الله به على بني إسرائيل.
فبهذا يعرف أن ما ذكره السلف من أن بعضهم ذكر أن المن هو الزنجبيل أو غير ذلك، فإن مثل هذا من باب ذكر فرد من معناه، فهو ذكر فرد من أفراده، وذكر مثل من أمثلته.
وقد أفاد شيخ الإسلام رحمه الله تعالى كما في “مقدمة أصول التفسير” أن السلف يفسرون بذكر فرد من الأفراد، وبذكر مثل من الأمثلة، ولا يلزم من ذلك الحصر، وإنما يكون بذكر مثل من الأمثلة، أو فرد من الأفراد، ومثل هذا يقال في المن -والله أعلم-.
أما السلوى فقد ذكر ابن عطية أن المفسرين مجمعون على أنه طيرٌ، لكن المفسرين بعد ذلك تنازعوا في هذا الطير، لذا ذكر السعدي رحمه الله تعالى في تفسيره، قال: هو لحم طير من أنواع الطير وألذها، يعني أنه طير، لكنه نوع من أنواعها، وهو من ألذ هذه الطيور فعرفه بالتعريف العام، فما ذُكِر من أنه من السمان وغير ذلك، فإن هذا من باب ذكر المثال على ما تقدم بيانه.
أسأل الله الذي لا إله إلا هو أن يعلِّمَنا ما يَنْفَعَنَا، وأن يَنْفَعَنَا بما عَلَّمَنَا، وجزاكم الله خيرًا.