منع كتب الإخوان من السعودية
إن الحمد لله … (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْلَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما أما بعدُ:
إخوة الإيمان، دين الإسلام مبنيٌّ على أصلين عظيمين وركيزتين أساسيتين : الإخلاص لله جل وعلا والاتّباع لهدي المصطفى ، ( بَلَى مَنْ أسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ ) ( وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ )
وأرشد ربنا نبيه ﷺ أن يقول ؛ ” قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني “
أيها المسلمون، ومِن مفهوم الولاء والبراء في الدين عدمُ تعظيم المبتدِع أو الثناء عليه مطلقًا، فهذا دَأب المؤمنين الصالحين المعتصمين بكتابِ الله المهتدينَ بهدي رسول الله والأصل هجران المبتدع وهو هدي السلف ومن أصول السنة إلا لمصلحة؛ لأنه يفسد الدين ويلقي الشبه في قلوب الموحدين، ويقول الإمام مالك رحمه الله : ” من ابتدَع في الإسلام بدعةً يراها حسنة فقد زعم أن محمّدًا خان الرسالة ؛ لأنّ الله يقول: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ “
عباد الله :
لقد وصف ربنا حال أهل البدع والأهواء الذين أفنوا أعمارهم في العبادات على غير هدي نبي الأمة، فكانت عليهم حسرات لما أدخلوا فيها من مبتدعات ومحدثات لأن كل بدعة ضلالة كما أخبرنا نبينا ﷺ قال الله واصفا حال أهل البدع : (هل أتاك حديث الغاشية وجوه يومئذ خاشعة عاملة ناصبة تصلى نارا حامية ..الايات)
وجوه يومئذ خاشعة : أي ذليلة لا ينفعها عملها. كما ذكر ابن عباس رضي الله عنه، بل وتصلى نارا حامية وتسقى من عين شديدة الحرارة مع شدة عبادتهم التي كانت على ضلالة – والعياذ بالله – لمخالفتها شرع الله؛
لذا أهل البدع شر من أهل المعاصي، كما ذكر السلف وأهل العلم وهم أصحاب الوجوه المسودة يوم القيامة في قوله تعالى ( يوم تبيض وجوه وتسود وجوه ) وقال نبينا صلى الله عليه وسلم عن إحدى فرق المبتدعة ( تحقرون صلاتكم عند صلاتهم يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية) وهكذا مصير كل من تنكب عن الصراط المستقيم صراط الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقًا …
عباد الله :
ومن أهل البدع في هذا الزمن كما ذكر العلماء: الشيعة والصوفية والخوارج والمرجئة، وكثير منهم يدخل تحت جماعة التبليغ الأحباب، وجماعة الإخوان، وكذلك الرافضة وجماعتهم حزب الله،
” كل حزب بما لديهم فرحون ” كما أخبر الله فما الموقف منهم ؟
أولا: عدم ظلمهم والاعتداء عليهم، بل تنكر منكراتهم والعقوبات من خصائص ولاة الأمر ومؤسسات الدولة .
ثانياً : التحذير منهم وعدم إعطائهم الولايات العامة؛ لأنهم أهل غدر وخيانة كما هو معروف من تاريخهم .
ثالثا : الحد من انتشار بدعهم وشبهاتهم؛ لحفظ أحد الضرورات الخمس وهو حفظ دين الناس من التدليس والانحراف وإفساد الفطر، وقد قامت دولتنا المباركة وعلماؤنا الأجلاء بعد أن تأكد لهم ضرر المبتدعة وشبهاتهم جزاهم الله خيرا بمنع هذه الجماعات، والتحذير منهم، ومصادرة كتبهم التي نخرت في مجتمعنا سنوات عديدة؛ حفظًا للمجتمع من فساد عقيدتهم وخوفا من تفريق شملهم .
كما فعل الصحابة ومن سار على هديهم في التحذير من أهل البدع المتقدمين، وكتبهم وضلالاتهم؛ تحصينا للعامة ولدينهم من الزيغ والانحراف .
فاتقوا الله عباد الله، وكونوا من الذين قال الله فيهم: قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ)
أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كلّ ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم