يقول السائل: من يقول: نحن لا نتعبد باليوم الوطني، ونعلم أن للمسلمين عيدين فقط، ولكن هذه ذكرى حسنة، ليس فيها شيء من التعبد؟
يُقال جوابًا عن هذا السؤال: إن اليوم الوطني أو العيد الوطني سواء سمي يومًا أو عيدًا محرم؛ لأنه عيد؛ لأنه زمان يعود لذاته، وزمان يُتقصَّد عوده، وكل زمان يُتقصَّد عوده فهو عيد، كما بين هذا ابن تيمية في كتابه “اقتضاء الصراط المستقيم”، وبيَّنه ابن القيم في كتابه “إغاثة اللهفان”، وعبارة ابن القيم أوضح.
ومما يدل على حرمة مثل هذا ما ثبت عند أبي داود والنسائي من حديث أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قدم المدينة، ولهما يومان يلعبون فيهما، قال: «قد أبدلكم الله بهما خيرًا منهما: يوم الفطر، ويوم الأضحى»، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: هذان اليومان يوما لعب، ومع ذلك نهاهم النبي صلى الله عليه وسلم عن هذين اليومين.
فإذًا كل ما يُتقَصَّد إعادته ومجيئه من زمان فهو عيد كاليوم الوطني أو عيد الميلاد، أو غير ذلك أو بمرور خمسين سنة على شركة أو غير ذلك، فكل هذه أعياد محرمة في الشريعة ولا تجوز.
فإن تعبد بذلك فزادت الحرمة حرمة، بأن كانت بدعة، فمن تعبد بعيد فقد وقع في محظورين:
المحظور الأول: أنه فعل عيدًا، والعيد محرم.
والمحظور الثاني: أنه تعبد به، ومن تعبد بما لا دليل عليه وقع في البدعة، وقد بيَّن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى، أن العيد محرم لذاته، فإن تُعِبِّد به فإنه يزداد حرمة.
أسأل الله الذي لا إله إلا هو أن يعلِّمَنا ما يَنْفَعَنَا، وأن يَنْفَعَنَا بما عَلَّمَنَا، وجزاكم الله خيرًا.