يقول السائل: بعض الرجال يملون من زوجاتهم ولا يستطيعون الصبر عليهنَّ، ويجعلون وسائل تافهة سببًا للطلاق، فهل من توجيه؟
الجواب:
إنَّ ما ذكرهُ السائل موجودٌ من بعض الرجال، والمفترض للرجل بما أنَّ الله جعل في يده القوامة أن يسلك أحسن المسالك لتحقيق المراد، وألا يتعجَّل، فإنَّ العرب كانت تسمي العجلة أم الندامات، وقد آتى الله الرجل عقلًا ينظر إلى المآلات، فينبغي أن يكون ذا عقل ونظرٍ إلى المآلات أكثر من ردود الأفعال وغير ذلك.
وأُذكِّر الرجال الذين يُصابون بما ذكر السائل بما يلي:
الأمر الأول: إذا رأى الرجل من امرأته شيئًا يكرهه فليتذكر أنه وإن كره منها أشياء إلا أنَّ فيها أشياء حسنة، روى الإمام مسلم عن أبي هريرة أنَّ النبي ﷺ قال: «لا يفرك مؤمنٌ من مؤمنة، إن كره منها خلقًا رضيَ منها خلقًا آخر»، فالشريعة تدعو الرجل ألا يستعجل في طلب الطلاق من المرأة، لذا قال: «لا يفرك» أي لا يبغض.
الأمر الثاني: ينبغي للرجل أن يتذكَّر أنَّ طبيعة بني آدم النقص، فهو قد يكره شيئًا في زوجته فيتركها لهذا الأمر، ولا يعلم ما هو مُقدم عليه، قد يقدم على امرأة هي أسوأ حالًا من زوجته بكثير، وقد حصل وهاتفني جماعة وقابلت آخرين وحدَّثوني بمثل هذا.
الأمر الثالث: إذا كره منها شيئًا فإنه لا يدري قد يجعل الله في إمساكه للمرأة خيرًا، كما قال تعالى: ﴿فإن كرهتموهنَّ فعسى أن تكرهوا شيئًا ويجعل الله فيه خيرًا كثيرًا﴾.
الأمر الرابع: رسالة للنساء، ينبغي للمرأة أن تسعى في فعل كل سببٍ مباحٍ يُرغِّب الزوج لها، تعرف المواطن التي تُغضب الزوج والمواطن التي يُحبها، فتسعى إلى فعل ما يحب الزوج وتغيِّر الحياة، حتى يتغيَّر معها، وألا تكون جامدةً على حياةٍ واحدة حتى ولو طالت بينهما الحياة، فلتُجدد الحياة بالهدية والتجمُّل وحُسن التبعُّل، وبترك ما يُغضب الزوج، إلى غير ذلك.
فلتحاول أن تقرُب هي من الزوج وأن تقطع الطريق على الشيطان في محاولة إنهاء زواجهم بطلاق.
أسأل الله أن يُحسن أحوالنا أجمعين، وأن يُؤلِّف بين الأزواج، إنه الرب الرحيم، وجزاكم الله خيرًا.