نصيحة للذين يفضلون تركيا على بلاد التوحيد والسنة المملكة العربية السعودية
قال تعالى: {أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير اهبطوا مصر فإن لكم ماسألتم وضربت عليهم الذلة والمسكنة وباءوا بغضب من الله} الآية.
وفيها من العلم:
أنهم كانوا في البرية قد ظلل عليهم الغمام وأنزل عليهم المن والسلوى؛ فملوا ذلك وذكروا عيش الثوم، والبصل، والعدس، والبقل، والقثاء، فسألوه موسى عليه السلام.
وهذا من سوء اختيارهم لأنفسهم وضعف بصيرتهم بالأغذية النافعة الملائمة.
ولهذا قال لهم موسى عليه السلام: {اتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير}.
قال ابن القيم -رحمه الله-: (فكيف بمن استبدل الضلال بالهدى، والغي بالرشاد، والشرك بالتوحيد، والسنة بالبدعة) انتهى كلامه. انظر إغاثة اللهفان (٣٠٩/٢).
وقال تعالى: {فقالوا ربنا باعد بين أسفارنا وظلموا أنفسهم فجعلناهم أحاديث ومزقناهم كل ممزق إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور} سبأ ١٩.
قال ابن كثير -رحمه الله-: (وذلك أنهم بطروا هذه النعمة كما قاله ابن عباس ومجاهد والحسن وغير واحد؛ وأحبوا مفاوز ومهامة يحتاجون في قطعها إلى الزاد والرواحل والسير في الحرور والمخاوف.
إلى قوله تعالى: {فجعلناهم احاديث ومزقناهم كل ممزق}
أي: جعلناهم حديثاً للناس وسمراً يتحدثون به من خبرهم، وكيف مكر الله بهم وفرق شملهم بعد الإجتماع والألفة والعيش الهنيء) انتهى كلامه.
وقال تعالى: {وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى}.
فهدايته إياهم نعمة منه عليهم فبدلوا نعمة الله وآثروا عليها الضلال.
قال ابن القيم -رحمه الله-: (ومن الآفات الخفية أن يكون العبد في نعمة أنعم الله بها عليه واختارها له فيملها العبد ويطلب الإنتقال إلى مايزعم لجهله أنه خير له منها وربه برحمته لا يخرجه من تلك النعمة ويعذره بجهله وسوء اختياره لنفسه حتى إذا ضاق ذرعا بتلك النعمة وسخطها وتبرم بها واستحكم ملكه لها سلبها الله إياها، فإذا انتقل إلى ما طلبه ورأى التفاوت بين ما كان فيه وصار إليه اشتد قلقه وندمه وطلب العودة إلى ماكان فيه… إلى أن قال: وليس على العبد أضر من الملل لنعم الله؛ فإنه لا يراها نعمة ولا يشكر الله عليها ولا يفرح بها بل يسخطها ويشكوها ويعدها مصيبة، هذا وهي من أعظم نعم الله عليه، فأكثر الناس أعداء نعم الله عليهم ولا يشعرون بفتح الله عليهم نعمه وهم مجتهدون في دفعها وردها جهلا وظلما، فكم من سعت إلى أحدهم من نعمة وهو ساع في ردها بجهده وكم وصلت إليه وهو ساع في دفعها وزوالها بظلمه وجهله قال تعالى: {ذلك بأن الله لم يك مغيرا نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بانفسهم}، وقال تعالى: {إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم}.
فليس للنعم أعدى من نفس العبد”. انتهى. انظر كتاب الفوائد ١٨١
وباتفاق أئمة اهل السنة في هذا العصر من المملكة أو خارجها :
أنه لا يوجد في هذا العصر نظير لهذه الدولة في الحكم بالتوحيد وتطبيق شرع الله في جميع مناحي الحياة.
حتى أن من العلمانيين العرب من يصفها بالدولة الرجعية ؛ لأنها:
لا تسمح بتعدد الأديان.
ولا تسمح بمظاهر الشرك والبدع.
ولا تسمح بالإختلاط بين الجنسين في التعليم.
ولا تسمح بفتح دور البغاء والخمور.
والأسواق فيها تغلق للصلاة.
والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر شريعة قائمة فيها.
ونظامها قائم على الكتاب والسنة، في عصر مسخ فيه الإنسان في أكثر بقاع الأرض.
ثم يقال إن الدولة التي:
لا يعرف فيها التوحيد، وتحكم بالعلمانية المستوردة من سفلة اليهود والنصارى خير منها.
قال تعالى: {ومن يرغب عن ملة ابراهيم ألا من سفه نفسه}.
والله أعلم.
كتبه: عبدالله بن صالح العبيلان
غفر الله له ولوالديه وللمسلمين
١٤٣٧/١٠/١٤ هجرية