يقول السائل: هل اتجاه سهم البوصلة إلى عين الكعبة أو جهتها؟ فإن كان يتجه إلى جهتها فهل للمصلي أن ينحرف قليلًا أم لا؟
الجواب:
الواجب في استقبال القبلة أن تُستقبَل جهة القبلة لا عينها، إلا مَن يصلي في المسجد الحرام ويرى الكعبة، فيجب عليه أن يستقبل عينها بالإجماع، حكى الإجماع ابن قدامة -رحمه الله تعالى-.
فإذا كان المصلي يصلي في أي مكان لا يرى فيه الكعبة فالواجب أن يستقبل جهتها، لا عينها، كما قال سبحانه: ﴿فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ﴾ [البقرة:150].
﴿شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ﴾ أي جهته، وقد أجمع الصحابة على ذلك، حكى الإجماع شيخ الإسلام ابن تيمية كما في شرح (العمدة) وابن رجب في شرحه على البخاري، وقد ثبت هذا عن عمر بن الخطاب وابنه عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- وهو قول الإمام أحمد في رواية، ومذهب أبي حنيفة.
فلذا إذا كانت الكعبة إلى جهة معينة فيستقبل الجهة ولو ينحرف يمنة أو يسرة، لكن إذا انحرف يمنة أو يسرة فإنه لا يزال مستقبلًا جهة الكعبة.