هل البرزخ وعرصات القيامة دار تكليف؟
يقال: إن البرزخ وعرصات يوم القيامة أيضًا من دار التكليف، وقد ثبت التكليف فيها، وقد نقل ذلك أبو الحسن الأشعري عن أهل السنة، وقرَّر هذا الإمام ابن القيم –رحمه الله في كتابه “بدائع الفوائد”، وفي “طريق الهجرة”، ونقل كلام أبي الحسن الأشعري وأقرّه.
ويدلُّ لذلك قول الله عز وجل: ﴿يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ﴾ [القلم: 42]
هذا إنما يكون يوم القيامة في عرصاتها.
وكذلك الحديث الذي أخرجه أصحاب السنن عن أبي هريرة: ((أن أربعًا يحتج على الله يوم القيامة، ومنهم: رجل من أهل الفترة، فيمتحنه الله يوم القيامة، بأن يأخذه إلى النار، فإن دخل عليها نجا و كانت بردًا وسلامًا، وإن لم يدخلها أدخل النار الحقيقة، وعذَّب)).
فالمقصود أن هذا في عرصات يوم القيامة، إذن التكليف ثابت في عرصات يوم القيامة، لكن ليس كالتكليف في الحياة الدنيا، وإنما قد تقدَّم ذكر بعض أمثلته.