هل تجوز قراءة آية من القرآن بترديدها بلا حصر العدد فيه لقصد ذكر الله في كل وقت على الإطلاق سواء كان في الصلاة أو خارج الصلاة؟
يظهر لي والله اعلم ما يلي : الأمر الأول أن ترداد الآيات من باب الذكر في كل وقت ذهابًا وإيابًا يحتاج إلى دليل شرعي بخلاف من يقول إني أريد أن أتعبد بتلاوة القران عمومًا فيتعبد بقراءة القرآن في ذهابه وإيابه أما أن يخصص سورة أو آية الكرسي بتردادها لأجل فضلها أو غير ذلك فهذا يحتاج إلى دليل شرعي، فمثل هذا لو كان خير لنقل عن السلف ولا أعرف أنه منقول عن السلف ولو ثبت شيء لقيل باستحبابه، والأصل عدم الاستحباب إلا إذا ثبت.
أما أن تردد في الصلاة أن يقرأ القارئ بها في صلاته كما قرأ بها ذاك الصحابي لأنه يحبها فمثل هذا جائز ذكر هذا ابن بطال في شرح البخاري وابن رجب في شرحه على البخاري، لكن خلاف ذلك أفضل وهو هدي النبي صلى الله عليه وسلم والمعروف بهدي الصحابة ولذلك من كان معه في السرية في حديث عائشة في الصحيحين استنكروا فعله مما يدل على أن الأفضل خلاف ذلك.