هل تصح الصلاة على أهل بيته وصحابته؟ وما الدليل؟
يقال: الصلاة على أهل بيت النبي –صلى الله عليه وسلم– وصحابته ينبغي أن ينظر فيها إلى ما يلي:
الأمر الأول: أن الصلاة على أي أحد جائزة، على أصح قولي أهل العلم، وذهب إلى هذا الإمام أحمد، وهو قول أكثر الحنابلة، وقول البخاري، وإسحاق بن راهويه، وجماعة من أهل العلم، وهو ترجيح شيخ الإسلام ابن تيمية، وتلميذه ابن القيم، وكلام شيخ الإسلام في “مجموع الفتاوى”، وابن القيم في كتابه “جلاء الأفهام”، وذكروا: أن الصلاة على أي حد جائزة بشرط، – ذكر هذا شيخ الإسلام ابن تيمية، وتلميذه ابن القيم- بشرط ألا يتخذ شعارًا، فإن اتخاذ ذلك شعارًا صار من البدع، وإلا فأصل الصلاة، فإنها جائزة.
ويدل لذلك ما ثبت عند الفسوي: ((أن عليًّا –رضي الله عنه وأرضاه– ، قال: صلى الله على عمر))، وثبت عند عبد الرزاق: ((أن ابن عمر –رضي الله عنه وأرضاه– كان إذا صلى على الميت صلاة الجنازة صلى عليه في صلاته)).
فدل هذا على أنه يصح أن يصلى على الميت.
وثبت أيضًا في الصحيحين: ((أن النبي –صلى الله عليه وسلم– كان إذا أتاه قوم بصدقتهم صلى عليهم))، كما في حديث ابن أبي أوفى، ((وصلى على آل ابن أبي أوفى)) –صلى الله عليه وسلم–.
فإذن؛ الصلاة على كل أحد جائزة لما تقدم ذكره من أدلة، ومن ذلك الصلاة على أهل بيته وعلى صحابته. هذه من جهة.
الأمر الثاني: الصلاة على أهل بيته تبعًا جائزة بالإجماع، إذا قلت: اللهم صلِّ على آل محمد، يعني كأنك تقول: اللهم صلَّ على محمد –صلى الله عليه وسلم– وعلى آله، وذكر آل البيت جاء تبعًا للنبي –صلى الله عليه وسلم–، وقد ذكر أن هذا جائز بالإجماع ابنُ القيم –رحمه الله تعالى– في كتابه”جلاء الأفهام”.
أسأل الله الذي لا إله إلا هو أن يعلمنا ما ينفعنا، وأن ينفعنا بما علمنا، وجزاكم الله خيرًا.