يقول السائل: يشتبه الأمر علي، تارة يقال: إن تنظيم داعش منحرف ضال تابع للقاعدة، وتارة أنه صناعة أمريكية إيرانية، فما الصحيح؟ وكيف التوافق بين ملة ومنهج متغايرين؟
يُقال جوابًا عن هذا السؤال: لا تعارض بين هذين الأمرين من وجه، دون وجه، أما أن داعش تبعًا للقاعدة فهذا واضح، فإنهم كانوا تبعًا للقاعدة وتحت إمرة أيمن الظواهري، ثم انفصلوا عنه سياسة لا اعتقادًا، وقد فصلت هذا في كتابي “براءة دعوة الإمام محمد عبد الوهاب من خوارج داعش والنصرة نموذجًا”.
فهم تبع للقاعدة، ثم بعد ذلك انفردوا عن القاعدة سياسة لا اعتقادًا، وصاروا خارجين على من كان عُيِّن لهم، وهو أمير القاعدة الثاني أيمن الظواهري، وهذا لا يتنافى مع أنهم صناعة أمريكية.
وذلك أنهم من حيث أن أمريكا وإيران الفاجرة قد تستغل مثل هذا، فإذا وجدوا فكرًا تكفيريًا حاولت أن توجِد ما يهيج هذا الفكر ويزيده، ثم بعد ذلك تنميه وتخترقه بأناس من جهتها؛ لأن في وجود الفكر التكفيري والطوائف الخارجية مكسبًا لأعداء الإسلام من أمريكا وروسيا وإيران وغيرهم.
فلذلك هم ابتداء فكر خارجي، لكن هؤلاء قد يغذّون هذا الفكر، وقد يخترقونه، وقد يهيئون سبلًا له بحيث أنه يزداد، ويتقوى، ويسيَّر في مسار ترجع الفائدة إلى هذا الحزب.