يقول السائل: هل تُثبت صفة السكوت لله؟
الجواب:
صفة السكوت التي تُثبت لله لها معنيان:
المعنى الأول: أن يسكت عن بيان حكم شيء، فسكوته سبحانه عن بيان حكم شيء يدل على أنه عفو ومباح، وذلك أن الأصل في كل شيء الإباحة، كما قال تعالى: ﴿ هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ ﴾ [البقرة: 29]، قوله: ﴿ خَلَقَ لَكُمْ ﴾ يدل على أنها لنا، فيدل على أن كل شيءٍ الأصل فيه الإباحة، وقد حكى الإجماع على ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره.
وثبت عند الترمذي موقوفًا عن سلمان الفارسي أنه قال: “الحلال ما أحله الله، والحرام ما حرم الله، وما سكت عنه فهو عفوٌ” وجاء مرفوعًا لكن لا يصح، وإنما الصواب وقفه -والله أعلم-.
المعنى الثاني للسكوت: السكوت الذي يُقابل الكلام، فإن مثل هذا يُثبت لله إجماعًا، وقد نصَّ على الإجماع شيخ الإسلام ابن تيمية كما في (مجموع الفتاوى)، ويدل على ذلك معتقد أهل السنة في كلام الله، فإن أهل السنة يعتقدون أن كلام الله قديم النوع حادث الآحاد، ومعنى أنه قديم النوع: أي أنه قادر على الكلام متى ما شاء بقدمه سبحانه، ومعنى قولهم حادث الآحاد: أي أن أفراد الكلام يحدث بعد أن لم يكن.
فإذن هو سبحانه يتكلم ويسكت، فيُثبت الأمران لربنا سبحانه وتعالى، ومن خالف في ذلك فهو مخطئ قطعًا لما تقدم بيانه.