يقول السائل: هل قضاء السنن الرواتب خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم؟ مع الدليل.
يُقال جوابًا عن هذا السؤال: إنه قد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصحيحين من حديث عائشة ومن حديث غيرها: «أن النبي صلى الله عليه وسلم قضى سنة الظهر بعد العصر». أي: قضى راتبة الظهر بعد العصر، وذلك أنه شُغِل صلى الله عليه وسلم ؛ والأصل فيما ثبت للنبي صلى الله عليه وسلم أن يثبت لأمته، لذا ذهب الشافعي وأحمد في رواية، إلى صحة قضاء سنن الرواتب.
ومن قال: بأن هذا خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم فيلزمه الدليل، وليس هناك دليل صحيح يدل على أنه خاص به.
وقد روى الإمام أحمد من حديث أم سلمة: «أنها لما رأت النبي صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك قالت أفنقضيهما إذا فاتتا؟ قال: لا». لكن هذا الحديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما بين ذلك جمع من أهل العلم، ومنهم عبد الحق الإشبيلي، فهو حديث ضعيف.
فإذًا، الأصل أن هذا عام له ولأمته صلى الله عليه وسلم.
ثم إن مما أنبه عليه أن من ترك سنن الرواتب سواء كان بتفريط أو بغير تفريط حتى دخل وقت الأخرى فإن له أن يقضيها، وذلك أن الذين ذهبوا إلى قضاء سنن الرواتب لم يفرقوا بين المفرط وغير المفرط فيما رأيت، ونحن مأمورون أن نفهم الدين بفهم أهل العلم.
فمن ترك راتبة الظهر فله أن يقضيها بعد العصر، ومن ترك راتبة المغرب فله أن يقضيها بعد العشاء، ومن ترك راتبة الفجر فله أن يقضيها بعد الصلاة أو بعد طلوع الشمس، بعد ذهاب وقت النهي، ولا فرق في ذلك بين المفرط وغير المفرِّط.