هل محمد بن صالح المنجد سلفي؟ وإذا كان غير ذلك فما الملاحظات عليه؟
محمد بن صالح المنجد -أسأل الله أن يهدينا وإياكم وإياه لما يحب ويرضى، وأن يردنا وإياكم وإياه لما يحب ويرضى- على طريقةٍ غير مستقيمة، وعليه ملاحظات، ومن الملاحظات المشهورة عليه أنه سبق وأن كتب كتابًا بعنوان: “أربعون نصيحة في البيوت”، وأوصى بكتب الحركيين بأن توضع في البيوت كسيد قطب ونحوه، مع أن سيد قطب سبّابٌ لصحابة رسول الله ﷺ؛ بل لم يسلَم منه كليم الله موسى عليه السلام، ولا سليمان عليه السلام، ولا داود عليه السلام؛ بل إنه كفّر أبا سفيان رضي الله عنه وأرضاه، ومع ذلك أوصى العوام أن يضعوا في بيوتهم كتب سيد قطب، وأمثالِه من الحركيين.
ثم لما رد عليه صاحب كتاب “القطبية” -جزاه الله خيرًا- حذف ذلك في الطبعة التي بعدها، ومن المعلوم أن هذا لا يُعدُّ توبةً؛ لأن التوبة في الشريعة كما قال تعالى: ﴿إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا﴾ [البقرة:160] لا يكفي أن يُترَك المنكر؛ بل لا بد أن يبين أن هذا المنكر كان خطأً، ويُصلِح هذا الخطأ بأن يحذر من سيد قطب في الكتاب نفسه.
ثم بعد سنين كانت له عدة فتاوى، بـ(سؤال وجواب)، وفي أكثر من فتوى وقفت عليها يذكر سيد قطب في معرض الثناء، ولا يحذِّر منه مع أن البلاء به شديدٌ.
ثم إن تاريخ محمد المنجد معروف، حدثني بعض الإخوة، وهم معروفون من طلاب العلم أنه لما كان في جامعة البترول والمعادن كان نشيطًا في الدعوة الحركية والحزبية، وإخواننا موجودون ومعروفون، وهم يشهدون على هذا.
وقد كان لي معه قصةٌ، وهو أني التقيته لـمّا ذكر الألباني رحمه الله تعالى: أن الشيخ ربيعًا إمام الجرح والتعديل في هذا الزمن، فقلت للمنجد: قد قال الألباني هذا الكلام، أسمعته؟ فكان من ضمن ما قال المنجد على الألباني بكلمة، فيها نوع من الانتقاص مع تحريك اليد: الألباني “امدحه يمدحك”.
فأنا أرى أن المنجد يسير بطريقين: طريق في الظاهر: يُظهر خلاف ما يتعامل به في الطريق الآخر، وهو الطريق الذي يكون مع الحزبيين؛ لذلك تجد ولاءه مع الحزبيين واجتماعه معهم، ولا يصبر عن ذلك مع أنه يحاول أن يتكاتم ما يسير عليه من الطريقة الحزبية لكنه لا يصبر، وسبب محاولته أنه ليس سعوديًا وهو سوريٌ، وهذا لا ينتقصه، ولا ينتقص غيره؛ فإن الناس يتفاضلون بتقوى الله سبحانه وتعالى وبمقدار قيامهم بدين الله، لكنه يحاول ألا يَظهر منه ما يخالف ما عليه الدولة، ومع ذلك تفلت منه فلتات.
ومما فلت منه أنه كان ممن غرَّد تأييدا للثورات أو مرسي -نسيت الآن-، وأظن تأييدًا لمرسي أو شيءٍ من هذا، وهو موجود في حسابه بتويتر.
وأيضًا له كلمات يشيد ببعض الحركيين، كما أشاد بإبراهيم السكران وأمثاله، وإن كان لا يدعو إلى الثورة والأفكار الحركية مباشرة لما تقدم ذكره، لكن له كلمة في اليوتيوب يثني على (إبراهيم السكران)، وكذلك له كلمة أو تغريدة في الثناء على (يوسف الأحمد) وقت شهرته وظهوره، وقد كتبت مقالًا بعنوان: “الاحتساب بين الشرعية (ابن باز وابن عثيمين) والبدعية (يوسف الأحمد)” وذكرت باختصار ما جرى فيه من محمد المنجد في لقاءٍ اجتمعت به قبل سنوات من غير قصدٍ ولا ميعاد وجرت فيه مناقشة بيننا منهجية، وذكرت مختصرها في هذا المقال، فمن شاء فليرجع إليه، وهو موجود في موقع الإسلام العتيق .
فأنا أدعو محمد المنجد أن يتقي الله، وأن يتمسك بالسنة، ويحذر الطرق الحزبية، وأن يكون واضحًا في ذلك، وأن يقوم بما أمر الله به في قوله:﴿إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا﴾[البقرة:160] فإن الحياة قصيرة، وإننا كل يوم نقرب إلى آخرتنا وقيامتنا، فأسأل الله أن يحيينا جميعًا على التوحيد والسُنة، وأن يميتنا على ذلك.