يقول السائل: هل يجوز دعاء الصفة؟
الجواب:
قد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى- في كتابه (الرد على البكري) الإجماع على أنه لا يجوز دعاء الصفة، وما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية كان في سياق الرد على النصارى في زعمهم أن عيسى كلمة الله وأنه مستقل بذاته، إلى غير ذلك.
ومن قرأ كلام شيخ الإسلام وسياق كلامه في كتابه (الرد على البكري) وقرأ كلامه في هذا في كتابه (الجواب الصحيح) فإنه تكلم عن دعاء الصفة في كتابه (الجواب الصحيح) في أكثر من موضع، من تأمَّل كلامه فيظهر -والله أعلم- أن مراده بدعاء الصفة أي أن تُدعى على أنها شيء مستقل من دون الله، فإذا دُعيت الصفة على أنها شيء مستقل من دون الله لم تكن صفة لله، فدعاؤها على هذا الوجه كفر وشرك.
لذلك دعاء الصفة له حالان:
الحال الأولى: أن تُدعى الصفة على أنها شيء مستقل من دون الله سبحانه وتعالى، فهي بهذا لا تكون صفة من صفات الله، ومثل هذا دعاؤه شرك بالإجماع، كما تقدم في كلام شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى-.
الحال الثانية: أن تُدعى الصفة ويُراد الموصوف وهو الله سبحانه وتعالى، فهذا جائز، ويؤكد ذلك ما جاء في الأدلة من الاستعاذة بالصفة، والاستعاذة نوع من الدعاء كما ذكر هذا ابن تيمية في كتابه (الرد على البكري)، كما في حديث عائشة وغيره: «اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك»، فهذه استعاذة بالصفة والاستعاذة نوع دعاء، لكن الاستعاذة بالصفة في هذا الحديث يُراد بها الموصوف وهو الله سبحانه وتعالى.
وقد ذكر نحوًا من هذا التفصيل شيخنا العلامة محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله تعالى-.