هل يجوز للإنسان أن يدعو “اللهم علمك بحالنا يغني عن سؤالنا”؟
يقال جوابًا على هذا السؤال: هذا الدعاء خطأ، ومخالف لهدي نبينا صلى الله عليه وسلم، بل مخالف لهدي الأنبياء والمرسلين، ولهدي صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فإن الأدلة متواترة في الكتاب والسنة على أن الأنبياء والمرسلين ونبينا صلى الله عليه وسلم وكذلك الصحابة الكرام كانوا يدعون الله عز وجل، وما قالوا: ((إن علمك بحالنا يغني عن سؤالنا))، قال سبحانه عن إبراهيم عليه السلام أنه قال: ﴿وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ ﴾[إبراهيم: 35]
وقال سبحانه: ﴿وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ﴾ [الأنبياء: 83]
، إلى غير ذلك من أدلة، وقال الله عن الأنبياء: ﴿ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ﴾ [الأنبياء: 90]
فإذن، الأدلة كثيرة على أن الأنبياء والمرسلين ونبينا صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام كانوا يكثرون دعاء الله عز وجل.
فإذن، الدعاء بمثل هذا خطأ، بل إن مثل هذه الأدعية إنما جاءت من الصوفية المبتدعة الذين يدعون إلى ترك دعاء الله وغير ذلك اعتمادًا على محبة الله أو غير ذلك، أسأل الله أن يعيذَنا من البدع ما ظهر منها وما بطن.