يقول السائل: هل يجوز للذين يعيشون في الغرب استغلال التخفيضات لعيد الكفار، مثل الكريسماس؟
الجواب:
أؤكد على أمرين:
– الأمر الأول: أن حضور هذه الأعياد محرم شرعًا، لقوله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ ﴾ [الفرقان: 72]، روى الخلال عن مجاهد وابن جرير في تفسيره عن الضحاك قال: لا يحضرون أعيادهم.
وذكر ابن تيمية في (الاقتضاء) أن حضور أعياد الكفار محرم شرعًا بالإجماع.
– الأمر الثاني: أن التهنئة بأعياد الكفار محرم إجماعًا، حكى الإجماع ابن القيم في كتابه (أحكام أهل الذمة).
فإذا كان تهنئة الكافر بالعيد محرمًا، فتهنئة المسلم لأخيه المسلم بعيد الكفار أشد حرمة، وهذا مما يُندى له الجبين ويُستغرب أن يكون من بعض المسلمين، هدانا الله وإياهم.
بعد هذا؛ الاستفادة من التخفيضات في العيد له حالان:
– الحال الأولى: أن تكون الاستفادة على وجه فيه نشر هذا العيد والفرح به، وتكثير أهله وسوادهم، بأن يكون فيه نوع احتفال، فهذا محرم شرعًا لأنه من التعاون على الاثم والعدوان.
– الحال الثانية: أن يُستفاد من التخفيضات وليس فيه نوع احتفال ولا تكثير سوادهم في الاحتفال بهذا اليوم، فمثل هذا جائز، ولا أعني بتكثير سوادهم أن يكثر توارد الناس على شراء البضائع المخفضة، فإن هذا لا يدل على احتفال ولا على تكثير سوادهم.
وإنما أن يكون الاجتماع أو الاستفادة من هذه التخفيضات مثًلا بأن توضع بضائع مخفضة لمن حضر العيد أو حضر بعض مشاهدهم، فمثل هذا يكون محرمًا لأن فيه إعانةً وتعاونًا على الإثم والعدوان كما تقدم بيانه.