يقول السائل: هناك أم تدعو على بنتها أن يرزقها الله ذرية سيئة، وقالت تلك الأم أيضًا لابنتها: لو أخبرتِ زوجك ما يحدث في بيتنا من فساد وفواحش فأسأل الله أن يصيبك بسرطان، وهذه البنت تعيش في خوف من هذا الدعاء، فهل يستجاب دعاء الشر من الأبوين على أولادها؟
يُقال جوابًا عن هذا السؤال:
أولًا: ينبغي أن يُعلَم أن دعاء الأبوين في أبنائها أحرى بالاستجابة، لاسيما إذا كان الأبناء مقصرين في حق الأبوين أو أخطأ في حقهما، فإنه أدعى للاستجابة، فلذا الأمر خطير، فينبغي على الأبناء أن يحذروا.
لكن في المقابل من رحمة الله وعدله أن دعاء الأبوين وغيرهما بغير حق فإنه مردود وغير مستجاب، قال سبحانه: {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} [الأعراف:55]، فالدعاء بغير حق من الاعتداء.
وثبت في “صحيح مسلم” من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا يزال يستجاب لأحدكما ما لم يدعُ بإثم وقطيعة رحم»، فمن دعا بإثم أو قطيعة رحم سواء كان أبًا أو أمًا فإن دعاءه لا يستجاب.
لكن ينبغي أن نكون حذرين من دعاء الوالدين، وأن نجتهد في إرضائهما، أولًا إرضاءً لله، وثانيًا اتقاء لما يترتب على دعائهما من الضرر والسوء، وحقهم أن يبروا.
وأدعو الأبوين أن يتقوا الله في الدعاء على أبنائهم حتى لو أخطأوا، فإنها قد توافق ساعة إجابة كما ثبت في “صحيح مسلم” من حديث جابر، «قال لا تدعوا على أنفسكم إلا بخير، ولا على أولادكم إلا بخير، فإنها قد توافق ساعة إجابة فيستجاب»، بل ادع لهم بالخير، لعل الله أن يستجيب الدعاء، ويكون خيرًا لهم في دينهم ودنياهم، ويعود مصلحة ذلك على الأبوين في الدنيا والآخرة.
أسأل الله الذي لا إله إلا هو أن يعلِّمَنا ما يَنْفَعَنَا، وأن يَنْفَعَنَا بما عَلَّمَنَا، وجزاكم الله خيرًا.