هل يُجْمَع بين الجمعة والعصر بسبب من أسباب الجمع كالمطر أو السفر؟
يقال جوابًا على هذا السؤال: إنه قد تنازع العلماء في الجمع بين العصر والجمعة، وأصح قولي أهل العلم -والله أعلم- أنه لا يصح الجمع، كما ذهب إلى هذا الحنابلة في قولٍ عندهم.
والدليل على ذلك: أنه لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه جمع بين الجمعة والعصر، وإنما ثبت الجمع بين الظهر والعصر، أما الجمعة فلم يثبت أنه جمع معها العصر، فدل هذا على أنه لا يصح الجمع.
فإن قيل: إن الجمعة بدلٌ عن صلاة الظهر، والبدل يأخذ حكم المبدل منه.
فيقال: لا يُسَلَّم بهذا، فإن الجمعة تُغايِرُ صلاة الظهر في أحكامٍ، حتى ذكر ابن القيم في كتابهِ “زاد المعاد“ ما يقرب من ثلاثين حكمًا، تتغاير فيه صلاة الجمعة عن صلاة الظهر.
فلذا؛ أحكام صلاة الجمعة مغايِرة لأحكام صلاةِ الظهر، وبما أنه لم يثبت دليل في الجمع بين العصر والجمعة، أو في جمع العصر مع الجمعة؛ فالأصل عدم صحة هذا إلا بدليل، ولا دليل، فإذًا: لا يصح الجمع. والله أعلم.