بسم الله الرحمن الرحيم
أما بعد:
فقد تناقلت وسائل الإعلام اعتداء الخوارج الدواعش على الرافضة في عمان أيام تجمعهم لعاشوراء قبل أمس، وسجلت أصواتهم في تكفير رجال الأمن والحكومة.
وفي استهلال هذا المقال أسأل الله أن يعمَّ دولة عمان، وجميع دول المسلمين بالأمن والإيمان والتوحيد والسنة وطاعة الرحمن، وأن يحقن دماء المسلمين من الخوارج -كداعش والنصرة وغيرهما-.
وبعد هذا إليكم وقفاتٍ:
الوقفة الأولى: داعش والنصرة خوارج منبثقون من جماعة الإخوان المسلمين، وأصولهم كأصولهم سواءٌ بسواء، وإنما يتعامل الإخوان المسلمون مع التكفير والتفجير والتخريب بحسب مصالح الحزب؛ لذا عندهم الجناح العسكري السرِّي الذي أنشأه حسن البنا [انظر: كتاب وغرفت الإخوان ص83].
وكلام أحد منظريهم -وهو صلاح الصاوي- ليس عنا ببعيد لما قال في كتابه (الثوابت والمتغيرات) ص265: ” هذا ولا يبعد القول بأن مصلحة العمل الإسلامي قد تقتضي أن يقوم فريق من رجاله ببعض هذه الأعمال الجهادية، ويظهر النكير عليها آخرون، ولا يبعد تحقيق ذلك عمليًّا إذا بلغ العمل الإسلامي مرحلة من الرشد، أمكنه معه أن يتفق على الترخص في شيء من ذلك ترجيحًا لمصلحة استمرار رسالة الإسلاميين في هذه المجالس بغير تشويش ولا إثارة “. وقد رددت عليه في كتابي: (المختصر الشافي في الرد على “الثوابت والمتغيرات” لصلاح الصاوي).
فلن يستطيع إخوانيّ أن يرد على الدواعش ردًّا علميًّا مقنعًا لأنهما سواء، فكلهم يكفر الحكومات وكلهم لا يراعى الذِّمة والأمان.
وللاستزادة والتوثيق راجع مقال: (مختصر الأدلة الجلية على أن جماعة الإخوان المسلمين إرهابية).
الوقفة الثانية: يحاول بعض الباغين أو الجاهلين أن ينسبوا الخوارج -كداعش والنصرة- إلى أهل السنة، وإلى الدعوة التجديدية التي جددها شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله تعالى-، وهذا بهتان وفي ميزان العلم والعدل هذيان، فأهل السنة -ومنهم الدعوة التجديدية التي جددها شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب- أبعدُ الطوائف عن التكفير بغير حق، وعن الخوارج المُكفرين بالذنوب والمعاصي تصريحًا أو تدليسًا وتلبيسًا، بأن يسموا صاحب الكبيرة (كافر كفرَ نعمةٍ) أو (في منزلة بين المنزلتين) وحقيقتها باعترافهم أن مصيرهم مصير الكفار الخالدين في النار بسبب ارتكاب الكبائر كما هو مقرر في كتبهم ومراجعهم، وهي قريبة المنال لمن أراد التثبُّت والنوال.
انظر للاستزادة والتوثيق كتابي: (براءة دعوة الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب من الخوارج -داعش والنصرة نموذجًا-).
الوقفة الثالثة: لا يمكن القضاء على فكر داعش والنصرة إلا بتمكين طلاب العلم من أهل السنة السائرين على طريقة السلف ليناقشوهم ويبينوا ضلالهم؛ لأنهم أهل اعتدال في هذا الباب، فلا مدخل للطوائف التكفيرية عليهم؛ ولأنهم أعرف الناس بالأدلة والبراهين وبكشف هذيان أهل الضلالة والمجرمين، وإن مواجهة الإخوان المسلمين لداعش ضعيفة؛ لأنهما متفقان في التكفير …إلخ كما تقدم.
ومواجهة العلمانيين والليبراليين لا تزيدهم إلا قوة؛ لأن الخوارج يتكلمون باسم الدِّين، والعلمانيين يتكلمون بلغة عداء الدين، فإذا رأى ذلك العامة من المسلمين مالوا للخوارج لتزيُّنهم بالدين والغيرة على الإسلام.
فلا يمكن أن يواجههم مواجهةً حقيقةً وأن يقطع دابرهم بالأدلة الشرعية إلا أهل السنة السائرون على طريقة السلف.
اللهم احفظ بلاد عمان وجميع بلاد المسلمين من الخوارج المارقين، ومكِّن التوحيد والسنة فيها وفي جميع بلاد المسلمين، وعُمَّها وجميع بلاد المسلمين بالأمن والإيمان وطاعة الرحمن.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
د. عبد العزيز بن ريس الريس
المشرف على موقع الإسلام العتيق
11 / 1 / 1446هـ
الموافق: 17 / 7 / 2024م
═══ ¤❁✿❁¤ ═══
🔹 قناة د. عبدالعزيز الريس باليوتيوب:
https://www.youtube.com/channel/UCIk0fWftU2ux6fdVgYEPODA
🔹 قناة د. عبدالعزيز الريس بالفيسبوك:
https://www.facebook.com/dr.a.alraies
🔹 قناة د. عبدالعزيز الريس بالتلقرام:
https://t.me/AbdulazizAlRayes
🔹 قناة د. عبدالعزيز الريس بالواتساب:
https://whatsapp.com/channel/0029VaXwa1u2f3ELey4IH93F