وقفات مع مخالفات د. عبدالعزيز الفوزان في حفل الإكليل الأسباني والمعتذرين له
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:
قرأت الكثير من التغريدات ومنها تغريدات للشيخ سعد بن عبدالله الغنيم وفقه الله استمات فيها لأجل محاولة التبرير للدكتور عبدالعزيز الفوزان هداه الله فيما وقع فيه من اختلاط وحضور لحفل تخللته الكثير من المناظر الخالعة والماجنة من صدور وظهور عارية، وأفخاذ بارزة، وضم وتقبيل بين ذكور عرابدة وإناث عاهرة، ثم رأيت مقطعاً للدكتور الفوزان نفسه، فحمدت الله على العافية، ثم دونت عليهم بعض الوقفات:
1-كان الدعاة يقررون أن الغرب لا يدعم ولا يكرم إلا من يستفيدون منه في مخططاتهم ضد الإسلام والمسلمين، ولكن وبقدرة قادر لما صارت الجائزة لأحد الصحويين صارت مفخرة يتباهون بها، ويرتكبون أعظم المنكرات لأجل استلامها والحصول عليه!!
https://twitter.com/b7_ar/status/839714699461681152
2-زعم الغنيم ود.الفوزان وغيرهما أن هذه المنكرات وقعت بغير علم ولا رضى من د.الفوزان، ولو صح هذا وسلمنا به، فإن الواجب بعد العلم ترك مكان المنكر كما قال الله تعالى:”وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ” وقال تعالى:” وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً”، ثم إن القناة التي هي قناة قرطبة تضم في كادرها الفني والتقني وغيرهما المتبرجات والسافرات مع الاختلاط بالرجال، كما في تقرير قناة الجزيرة عنها، في تقريرها الذي بعنوان: قناة قرطبة أول قناة إسلامية باللغة الإسبانية
وهذا تقرير آخر عن مخالفات القناة
http://hamoor2000.blogspot.com/2015/11/blog-post_27.html?m=1
فإن كان د.الفوزان مضطراً لهذا التبرج والسفور والموسيقى في حفل الإكليل، فهل هو
مضطر لهذا التبرج والسفور والموسيقى في قناته التي يديرها؟!
بل قناتهم نفسها على اليوتيوب فيها كثير من البرامج المليئة بالتبرج والسفور والاختلاط المحرم والموسيقى، فإلى الله المشتكى.
3-أراد الغنيم وغيره أن يبرئ شيخه فجعل فعله كفعل النبي ﷺ حين كان يغشى نواد الكفار والمشركين مع ما فيها من الشرك والكفر، وهذا والله إما من قلة العلم، أو قلة الديانة والأدب مع رسول الله ﷺ، فبين فعل النبي ﷺ وبين فعل صاحبهم كما بين السماء والأرض، فالنبي ﷺ ذهب للإنكار عليهم شركهم وكفرهم، وصاحبهم ذهب وهو مقر لمنكرهم وباطلهم فمدحهم والتقط الصور مع ذكورهم وإناثهم، ورسول الله ﷺ كان ينكر عليهم فيطردونه ويعادونه، وأما صاحبهم فيأتيهم ليكرموه ويمدح مقدمة الحفل، ويشكرهم ويثني على حفلهم وجائزتهم، ولا أملك إلا أن أقول للغنيم وأمثاله: دافعوا عن شيخكم كيف شئتم، ولكن دعوا رسول الله ﷺ الله عليه وسلم وشأنه!! ولا تكذبوا على محمد ﷺ، فمارضيت عنه قريش، ولا أعطوه الجوائز إعجاباً بدعوته، ولاحضر لهم منكراً ضاحكاً متبسماً، ولا داهنهم بالثناء عليهم والسكوت عن شركهم، ومعاصيهم.
4-زعم الغنيم وإخوانه وشيخه أن د.الفوزان ومن معه كانوا غير راضين بالمنكرات، ولو سلمنا لهم، فأين إنكار المنكرات بالقلب، الذي يظهر على الجوارح!!
فإن إنكار القلب يُظهر تبرماً في الوجه، وتغيراً في المحيا وانعقاداً للسان، ولكن صاحبهم كان بين العاهرات والعرابدة يتهلل وجهه كأنه مذهبة، طلق المحيا واللسان، وربما البصر والعياذ بالله.
5-اجتمع كلُ المبررين لهذه القبائح على أن شيخهم سعى لتحصيل أعلى المصالح ودرء أكبر المفاسد، وهذا والله من قلب العقول والأفهام، وهو أشبه بمن وقعت في الزنا، فاعتذرت بحب الصدقة، ومن ترك صلاة الفجر ثم اعتذر بقيامه الليل، كما قال الشاعر:
بنى مسجداً للّه من غيرِ حلِهِ
فكانَ بحمدِ اللَّهِ غيرَ موفقِ.
كَمُطعِمَةِ الأيتام مِن كدِّ فرجِها
لكِ الويلُ لا تزني ولا تتصدّقي
فإن المفاسد التي جرها حضور د.الفوزان لهذا الحفل وسط العاهرات و العرابدة، أضعاف أضعاف المصلحة المتوهمة، ولو لم يأتِ منها إلا تسلط الشرذمة الليبرالية المجرمة على الدين والطعن في أهله، وسقوط أهل العلم والديانة من عين كثير من الناس، والتفرق والاختلاف الذي وقع بسبب ذلك، وتساهل آحاد الناس في غشيان هذه المجالس بعد رؤية المشايخ والقدوات وهم يغشونها بل ويفاخرون بها، فواحدة من هذه المفاسد هي أعظم داعٍ للفوزان وأمثاله على التوبة والاستغفار، والندم والاعتذار، ولكن كما قال الله تعالى “فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور”.
6-نصيحة: إياك أيها المسلم أن تجادل عن الباطل لأنك تحب من وقع فيه، وتذكر أنك ستقف بين يدي ربك وسيسألك عن جدالك بالباطل ولن ينفع ولن ينفعهم جدالك لا في الدنيا ولا في الآخرة، كما قال الله تعالى: “هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَنْ يُجَادِلُ اللَّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَمْ مَنْ يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيل”.
والحمد لله رب العالمين
كتبه:
حمد بن عبدالعزيز العتيق.
10 / 6 / 1438هـ
الرياض حرسها الله.